عند ذكر "السيارات الفاخرة"، ما الذي يمكن أن يتبادر أولاً إلى ذهن أي شخص؟ هل هي السيارات الكلاسيكية التي تم إنتاجها في الثمانينات أم السيارات الرياضية الحديثة؟
سيارات القرن الماضي
في أوائل القرن الماضي عندما تم إنتاج الطرازات الأولى من السيارات، كانت جميع السيارات تندرج تحت إطار المنتجات الفاخرة، حيث كانت السيارات في ذلك الوقت باهظة الثمن. بالمقارنة مع الدخل الشخصي للأفراد في ذلك العصر.
في السنوات الأولى من إنتاج السيارات، كان باستطاعة عدد محدود من أبناء الطبقات العالية الثراء تحمل تكاليف شراء السيارات. وبعد مدة من الزمن بدأت الصناعة في هذا القطاع تنمو بشكل تدريجي، وبدأت الشركات بإنتاج سيارات من طرازات متعددة بأسعار معقولة في الظهور، الأمر الذي دفع الشركات المصنعة للسيارات الفاخرة بالعمل على استخدام المواد المتميزة ذات الجودة العالية وإضافة مواصفات جديدة لتمييز سياراتها والحفاظ على تفردها. وفي العام 1910، قدمت كاديلاك أول هيكل مغلق للسيارة يسمى ليموزين والذي أصبح مقياساً نموذجياً للسيارات من فئته.
منافسة بين المهندسين والمخترعين
هذا وقد شكل التطور الحاصل على مستوى قطاع السيارات الفاخرة فرصة استثنائية للمنافسة الحيوية والفعالة بين المهندسين والمخترعين في هذا المجال. حيث قامت كاديلاك في العام 1957 بإنتاج سيارة إلدورادو، والتي تم إنتاجها بنماذج محدودة مع قائمة طويلة من الميزات والمواصفات المبتكرة، حيث اختيرت السيارة الأكثر فخامة في ذلك الوقت. وقد أدى هذا الأمر في نهاية المطاف إلى إحداث تغييرات جذرية في السوق لتحقيق الابتكار في قطاع السيارات إضافة إلى بذل جهود جبارة عند تصميم أحدث الطرازات وإضافة المواصفات الاستثنائية لها لتستحق الأسعار التي تباع بها في صالات العرض.
وغم اختلاف وجهات النظر من زمن إلى آخر عندما يتعلق الأمر بتعريف السيارة المتميزة أو الفاخرة، إلا أن المعايير التقليدية التي يتم على أساسها تقييم السيارات ودرجة فخامتها ما زالت قائمة حتى اليوم. ففي التسعينات كانت معايير الرحابة، والحجم، والراحة، والسعر، والطلة المعايير الأساسية للسيارات الفاخرة، أما اليوم فقد تطورت هذه المعايير وبات على العلامات المتعددة في قطاع السيارات التكيف مع الواقع القائم وتطوير منتجاتها لتكون فاخرة ولكن بأسعار معقولة وذلك مع التزايد الهائل الذي شهده قطاع السيارات لناحية الإنتاج إضافة إلى التطور الحاصل على مستوى النوعية والمواصفات المتميزة.
عناصر عديدة
وتعتبر العوامل الرئيسية التي تبرر ارتفاع أسعار السيارات الفاخرة في أيامنا هذه، هو أنه وعلى الرغم من تطور خطوط التجميع وظهور المزيد من الآلات التي يتم استخدامها في عملية تصميم السيارات وتصنيعها، إلا أن الشركات المصنعة للسيارات الفاخرة ما زالت تحافظ على تصنيع العديد من العناصر بالشكل اليدوي، الأمر الذي يمنح كل سيارة التي يتم تصنيعها لمسة خاصة تميزها عن باقي السيارات من نفس الطراز، ففي الكثير من الحالات، ما زالت عجلات القيادة، والمقاعد، والكونسول الوسطي المصنوع من الجلد تطرز أو يتم تخييطها باليد ما يمنحها تألقاً استثنائيا.
وبما أن السيارات الفاخرة بأسعار معقولة باتت معيارا سائداً ، كان على علامات السيارات الفاخرة رفع مستوى التجربة ومنح السيارات التي تقدمها لعملائها قيمة إضافية، حيث ركزت العلامات في هذا القطاع على العديد من النقاط الرئيسية التي تميز سياراتها وأهم هذه النقاط منح العملاء تجربة امتلاك سيارة راقية على أعلى المستويات. وذلك من خلال قيام الشركات المصنعة بمنح عملائها التجارب والخدمات المتميزة والتي لا يمكن الحصول عليها والتي لا يتوقع توفرها إلا في السيارات علية الجودة.
خدمة "BOOK" من كاديلاك
وتعتبر خدمة " BOOK " من كاديلاك واحدة من أهم الخدمات التي تمنحها العلامة الفاخرة، مستوى عال من التجارب والخدمات المتميزة والاستثنائية، هذه الخدمة هي عبارة عن اشتراك خاص من كاديلاك، يتيح للمشتركين الفرصة للتناوب على قيادة مجموعة واسعة من طرازات كاديلاك بفئاتها المختلفة، وذلك اعتمادا على احتياجاتهم، كسيارة إسكاليد في حال خروج العائلة في رحلة طويلة أو سيارة CTS-V لقضاء عطلة نهاية الأسبوع وقيادة سيارة ذات فعالية وأداء عاليين، حيث يتم توصيل هذه السيارات إلى منازل العملاء من قبل موظفين مخصصين لذلك.
لقد عملت الشركات المصنعة للسيارات الفاخرة على ايجاد توازن دقيق لمجاراة متطلبات العصر، حيث حافظت على التراث والحرفية التي ساعدتهم على حصر مجال السيارات الفاخرة من جديد إضافة على محافظتها على صيتها كأكثر شركات تصنيع السيارات فخامة واهمية في العالم. رغم كل ذلك، فإن على هذه العلامات الاستمرار في التطور والتكيف مع الوقائع المتغيرة والمتبدلة ومع التغيرات التي تطرأ على توقعات العملاء للحفاظ على مكانتها في القطاع الذي تعمل جميع العلامات على بلوغه، ولكن القلة القليلة تصل إليها.