لم يسفر القبض المتكرّر على فتاة سعوديّة، والذي بلغ أكثر من 15 مرّة وإيداعها السّجن، عن مغادرة مكانها في طريق الملك عبد الله شمال العاصمة الرّياض حيث تبيع مناديل لعابري الطّريق وتصنّفها السّلطات المحليّة بـ"المتسوّلة".
وفي التّفاصيل، أجبرتها ظروف والدها الاقتصاديّة الصّعبة على البحث عن لقمة عيش لها ولإخوتها الذين يبلغ عددهم 12 شخصاً، فعملت في بيع المناديل على طريق الملك عبد الله لمدة 8 ساعات يومياً بين السّاعة التّاسعة صباحاً والخامسة مساءً لتحقق ربحاً يقدّر بـ130 ريال يومياً.
ووالدها متقاعد عن العمل ويبلغ راتبه التّقاعدي 1500 ريال يعيل به 12 طفلاً وهذه الفتاة هي أكبرهم لذا تعمل على مساعدته ولو بجزء قليل من المال.
وأكبر مشكلة تواجهها الفتاة الّتي تحبّ أنّ يطلق عليها اسم "أمّ فهد" هي أنّ الجهات المعنية تعتبرها متسولة وتقول: "ولذلك قبضت فرق مكافحة التسوّل عليّ أكثر من 15 مرّة، ووضعت في سجن الملز النّسائي في الرّياض الذي قضيت فيه 15 يوماً كحد أقصى، وما إنّ يطلق سراحي حتّى أعود إلى بيع علب المناديل".
وهذه الفتاة تبيع بضاعتها منذ ستة أعوام لبعض عابري طريق الملك عبد الله الذين يقدّر عددهم بالآلاف يومياً، وهي تعرف أنّ غالبيتهم ليسوا في حاجة إلى مناديلها بل يحاولون مدّ يد العون لها.