الكتابة عن الأم مسألة سامية وعظيمة لها ما لها وعليها ما عليها، فالأم هي الأصل في كل شيء، وهي ارتكاز بناء المجتمع والأسرة والدولة والوطن، هي الحاضن للرجال، وهي مربية الأجيال، هي كل المجتمع والأصل في الوجود.
هصف نصف المجتمع الآخر الذي يقدم الخير لكل من مجتمعها وأسرتها والعالم كله.
الأم كلمة تحتوي على الكثير من الجمال ما لا يحتوي غيرها معه ولا يضاهي وصفها أمر من الحياة، الجنة تحت أقدام الآمهات، وجنة الدنيا بين ضلوعها وأطرافها.
فالأم سر الوجود الذي حملنا جسدها ورعانا بالطلف وتحمل المنا وألم ولادتنا، وكذلك حنونة على بقائنا وإدامة حياتنا، حتى أصبحنا بهذه القوة التي نحن عليها.
تسهر الأم الليالي الطوال من أجلنا، وكل ذلك الذي قدمته من أجل أن نحيا حياة سعيدة وآمنة لا نخاف فيها من برد ولا جوع ولا ضياع، وساعدتنا للوصول إلى بر الآمان في كل من الدنيا والآخرة، وهي سر الوجود الأعظم الذي رافق قلوبنا منذ نعومة أظافرنا وحتى اليوم، ومنشأ هذا الجسد الذي نحيا به، وتكون خلاياه من طعامها ودمها، وتلك العظام التي آلمتها وهو ينمو ويكبر يومًا بعد يوم في بطنها.
ثم شعرت بألم يفوق تكسر عظام الإنسان عظمة عظم فثي عملية الولادة، ليخرج إليها ابنها وفلذة كبدها ودنيتها لترعاه وتطعمه حليبًا سائغًا مما تأكل.