
يواصل قطاع المنتجات الفاخرة في المنطقة التمتع بالمرونة على الرغم من التحديات الاقتصادية التي يشهدها، مدفوعاً بإدراك المستثمرين لكثير من الفرص المتاحة في المشهد الحالي للأسواق، وذلك وفقاً لخبراء في دولة الإمارات الذين استبعدوا أن تكون سوق السلع والخدمات الفاخرة بدأت بالاضمحلال.
كان لانخفاض أسعار النفط إلى مستوى قياسي تأثير مضاعف على الاقتصاد العالمي، ولكن يبقى الميل إلى إنفاق فائض الثروات مزدهراً في المنطقة مع تحويل المشترين تركيزهم من المنتج إلى القيمة، لا سيما مع تنامي حجم الثروات الخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي ووصولها إلى ما يُقدّر بنحو 2.2 تريليون دولار، وفقاً لأحدث الإحصاءات التي أعدتها شركة "استراتيجي آند" (التي عُرفت سابقا باسم "بوز آند كومباني").
وفي هذا السياق، قال إروين بامبس، الرئيس التنفيذي لشركة الخليج لصناعة القوارب (جلف كرافت)، إحدى أبرز الشركات العالمية المصنعة لليخوت السوبر، إن سوق المنتجات الفاخرة "متماسكة وتتمتع بالمرونة وتشهد تطوراً"، ما يجعل التركيز ينصب على الطريقة التي يختار بها العملاء إنفاق المال، وأضاف: "العملاء اليوم أكثر وعياً لقيمة المنتجات من سلع وخدمات، كما أنهم أفضل تعليماً واطلاعاً من قبل، لذلك فهم يجتهدون في البحث قبل المجيء إلينا، ما يعني أن لديهم توقعات أعلى، ولكن في المقابل يعني فرصة أكبر لدينا لتحقيق رضاهم نتيجة فهمنا الواضح لمتطلباتهم".
ووفقاً لدراسة سوق أعدتها "باين آند كومباني" بعنوان "السلع الفاخرة في أنحاء العالم"، فقد تجاوز الإنفاق على المنتجات الفاخرة في أنحاء العالم تريليون يورو (أكثر من 4 تريليونات درهم) في العام 2015، وجاءت منطقة الشرق الأوسط ضمن قائمة أعلى عشر أسواق إنفاقاً وذلك بما يقدّر بنحو 8.1 مليار يورو (34 مليار درهم).
وبالمثل، أشارت دراسة استطلاعية أجرتها "كلاتونز" في 2016 للثروات الخاصة بالشرق الأوسط إلى أن العقارات لا تزال الطريق الاستثمارية المفضلة للأثرياء ذوي الملاءة المالية العالية في دول مجلس التعاون الخليجي. وبيّنت الدراسة، التي أجريت بشراكة مع شركة "يوغوف" البحثية، أن حوالي 63 بالمئة من الأثرياء في منطقة الخليج العربي يخططون للاستثمار في مدن مثل دبي وأبوظبي والشارقة.