نشهد في الوقت الراهن بداية مرحلة جديدة في قطاع الساعات التي يتم فيها بناء قواعد جديدة لصناعة الساعات، اعتماداً على أفكار المعلمين الأوائل لهذا القطاع في القرن الثامن عشر. ويأتي هذا التحليل التركيبي لاستبعاد الافتراضات الخاطئة والارتقاء بحدود المعرفة واستكشاف آفاق جديدة. ما يساهم في العودة إلى الأساسيات الميكانيكية والقيم الجمالية الأصيلة التي تجسّد التوازن المثالي.
وكانت أول نسخة من نموذج ساعات "دي بي 21 ماكسي كرونو"، التي تم تقديمها عام 2006، قد عكست الرؤية الدقيقة والتصوّر الواضح لنماذج الكرونوجراف في ذهن دنيس فلاجوليت، خبير صناعة الساعات والمؤسس المشارك لدى علامة "ديبيتون".
ويتلخّص الهدف من هذه الرؤية الإبداعية في: ابتكار أرقى عيّنة وأكثرها تجليّاً من نماذج كرونوجراف، مع منحها لمسات حازمة تعبّر بصدق عن العصر الحديث، إضافة إلى إعادة النظر في تصميمها من حيث التكوين الهندسي والبنية التقنية.
ما يعكس تصوّراً جوهرياً وأصيلاً لم يجرؤ أحد من قبل على اتباعه. والنتيجة: الحصول على ساعة ثورية في الكثير من النواحي، كانت قد تولّدت عن نهجٍ خالٍ من أية معرفة مكتسبة أو أفكار مسبقة. ففي منتصف احد المحاور المركزية توجد 5 عقارب مثبّتة على الميناء بشكل ملفت بعد سلسلة شاقولية من الأعمدة والعجلات المجهّزة بعناية فائقة في إنجاز يدلّ على إعجاز تقني أصيل لا مثيل له.
ومن المفارقات الملفتة التي تظهر أمامنا أن هذا النظام المختصر في هيكليته البنائية يتطلب تطويراً بالغ التعقيد لإنجاز آلية تعمل بعدة عجلات محورية، حيث تتركز جميع المحاور الخمسة في الوسط وهي مترابطة مع بعضها البعض، لكنها تعمل بشكل مستقلّ، فعند الحاجة؛ يمكن إعادة ضبط نقطة البداية (zero-reset) لكل منها على حده، وستقوم الساعة أوتوماتيكياً بإعادة التشغيل الحركية. وللارتقاء بحدود المهارة الفنية الصرفة والجمال المطلق إلى فضاءات أبعد يتم التحكم بالآلية من خلال زر دفع يقع عند الموضع رقم 6، وهو أسهل مكان للتحكم بآليات الساعة بسرعة وبساطة عند ارتدائها. ويُعدّ هذا التكوين بالمجمل أكثر ملاءمةً خاصةً بعد تزويد علبة الساعة بابتكار شهير حظيت العلامة من خلاله على براءة اختراع، ويتمثّل بأذرع تثبيت السوار المعلقين.
وهكذا تم التخلص من العدّادات الكثيرة التي يمكنها أن تشتت التركيز، وبالتالي الاستمتاع بساعة تشبه المؤقتات الرياضية المصممة خصيصاً لضبط الوقت، مع قراءة سهلة لعدّادات الكرونوجراف، ومؤشرات الثواني والدقائق والساعات، إضافة إلى القدرة على قياس الزمن الطويل، ما يتيح نطاقاً فعلياً لقراءة الوقت يصل إلى 24 ساعةً متتاليةً (مقارنةً مع النطاق التقليدي في الكرونوجراف والذي يصل بين 9 - 12 ساعةً ومن 30 - 45 دقيقةً) مع نسبة دقّة تصل إلى عِشر من الثانية.
ومع دورانه بتردد 36,000 دروة بالساعة وإتاحته لقراءات تبلغ 1/5 ثانية، فقد تم تزويد ساعة "دي بي 2030" بنظام قابض "أبسولوت كلاتش"، وهو من إبداعات العلامة الحائزة على براءة اختراع، والذي تم التوصل إليه بعد 7 سنوات من جهود البحث والتطوير.
وهكذا تتكامل عناصر "دي بي 21 ماكسي كرونو" لتقدّم عنواناً للساعات التي تتميز بالموثوقية والدقة والجمال والوضوح في القراءة. كما تم تزويد النموذج باحتياطي طاقة مذهل يبلغ 4 أيام، وهي فترة تُعتبر من بين الأطول على مستوى تخزين الطاقة بالنسبة الى القطع الموجودة في السوق، وبالتالي يمكن لهذه الساعة أن تعلن عن نفسها بصفتها تراثاً كلاسيكياً يتناغم بكل سلاسة مع مفردات الحداثة في توازن جمالي قلّ نظيره.
واليوم، وبعد مرور 13 عاماً على تقديم أول نموذج لها من هذا الطراز، تطلق "ديبيتون" ولأول مرة إصداراً جديداً لساعة "دي بي 21 ماكسي كرونو" الشهيرة، داخل علبة جديدة مصنوعة من التيتانيوم من الدرجة الخامسة، بحيث سيتم إنتاج 10 نسخ جديدة من هذه الساعة. وتنفرد العلامة بكونها الوحيدة في سويسرا التي تمكّنت من إبداع هذا الكرونوجراف المتكامل.