تسجل

بدء فعاليات مؤتمر التدقيق الداخلي في مصفوفة العالم الرقمي


اكد خبير دولي رفيع المستوى ان دولة الامارات قطعت شوطا طويلا في مجال تعزيز الحوكمة وجعل الذكاء الصناعي والحلول الذكية جزاء اساسيا من طبيعة العمل والنشاطات الاقتصادية المختلفة، والتي منها قطاع التدقيق الداخلي. مشيرا الى ان الدورة السابعة لمؤتمر رؤساء التدقيق الداخلي الذي يعقد في الفترة ما بين 12 و 13 ديسمبر الجاري، تطرقت الى مواضيع في غاية الاهمية تسلط الضوء على اهمية التدقيق الداخلي ودوره في نجاح المؤسسات بشكل خاص والاقتصاد الكلي بشكل عام.


جاء ذلك في الكلمة التي القاها رتشارد تشامبرز، الرئيس التنفيذي للمعهد العالمي للمدققين الداخليين، في اليوم الافتتاحي للمؤتمر، بحضور اكثر من 200 رئيس تدقيق داخلي من أكثر من 30 بلداً في هذا "المؤتمر الذكي" التفاعلي بالكامل، والذي ينعقد تحت عنوان "التدقيق الداخلي في مصفوفة العالم الرقمي".


وتطرق ريتشارد في كلمته الى اهمية البيئة التي يعمل بها المدقق الداخلي ومجموعة القيم التي يتوجب عليه ان يعتمدها في حياته المهنية والتي منها الشفافية والاعتمادية والثقة والنزاهة والقدرة على التحليل والرؤية المستقبلية لتطورات الاقتصاد العالمي. وشبه مهنة التدقيق الداخلي بلعبة كرة القدم حيث يتوجب على المدقق ان يكون مثل الحكم العادل من حيث عدم الميل الى فريق على حساب الاخر وان يمنع الغش ويلتزم بالقوانين المرعية الاجراء ويمنح الكرت الاحمر في حالات الاحتيال وغيرها من الحوادث المخالفة للقوانين.


وقال :" على المدقق ان يتبع مجموعة القيم والقوانين والنظم وتنفيذها بشفافية وان يركز على النتائج وان تكون تقاريره شفافة وفي الوقت المناسب مما سيساهم في احداث تغيير جذري في حياة مؤسسته، وان تكون لديه الحشرية الايجابية لسبر غور الاشياء والاكثار من الاسئلة لكي تكون تقاريره مبنية على حقائق وان تكون عقليته منفتحه وان يساهم ليس في رصد الحالة الجارية للمؤسسة التي يعمل بها وانما ما يمكن ان يحدث في المستقبل".
واضاف :" مثال على ذلك تقارير حالة الطقس ، فالناس لا تهتم لحالة الطقس البارحة وانما حالة الطقس المتوقعة للايام المقبلة لكي تبني على الشيىء مقتضاه". 


واختتم الرئيس التنفيذي للمعهد العالمي للمدققين الداخليين محاضرته بتقديم بعص النصائح للعاملين في هذه الصناعة من واقع خبرته الطويلة قائلا :" هناك 3 قضايا مهمة للمدقق وهي الالمام الكامل بنوع النشاط الذي تقوم به مؤسسته ونوع الصناعة وايضا معرفة التكنولوجيا المهمة في حياة مؤسسته. وان ينظر الى الامور بمنطق اعتمادا على البيانات والمعلومات المتوفرة لديه  بعيدا عن ايه تأثيرات عاطفية بالاضافة الى القدرة على ادارة الازمات والتدريب المستمر ومتابعة احدث التطورات الرديفة لمهنة التدقيق الداخلي". 


دور استراتيجي


ومن جانبه اكد عبد القادر عبيد علي رئيس جمعية المدققين الداخليين في الامارات على اهمية التدقيق الداخلي في حياة المؤسسات ودوره الاستراتيجي في الارتقاء بأدائها في القطاعين العام والخاص.  مشيرا الى ان الفترة المقبلة ستشهد ادخال المزيد من التكنولوجيا والحلول الذكية لخدمة مستقبل التدقيق الداخلي حول العالم .


جاء ذلك في كلمة ترحيبية افتتح بها فعاليات المؤتمر حيث تطرق في كلمته الى المؤتمر العالمي للتدقيق الداخلي الذي سوف تستضيفه  دبي  تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله في مايو المقبل، والجهود التي بذلتها جمعية المدققين الداخليين في دولة الامارات بالتعاون والتنسيق مع شركائها الاستراتيجيين للفوز باستضافة المؤتمر .


واعرب عبد القادر عن بالغ تقديره للجهات التي رعت الدورة السابعة لمؤتمر رؤساء التدقيق الداخلي ودورها الكبير في تحقيق الاهداف المرجوة من وراء تنظيمه .  وتطرق عبد القادر في كلمته الى الفرص التي يمكن للمؤسسات أن تجني ثمارها على شكل أعمال هائلة يوفرها التحول الرقمي، وذلك فقط في حال كانت مجهزة تماماً للتعامل مع التحديات المتعددة التي ستعترض طريقها، حيث يلعب التدقيق الداخلي دوراً حاسماً في ضمان هذا النجاح. 

وكان معالي سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد في دولة الإمارات الذي يعقد المؤتمر تحت رعايته ، قد اكد ان التدقيق الداخلي يلعب دوراً حيوياً في نجاح مؤسسات الدولة، سيما مع توجه الاقتصاد نحو التحول إلى اقتصاد ذكي، وان دولة دولة الإمارات تأتي في الصدارة عندما يتعلق الأمر باعتماد أحدث وأفضل التكنولوجيات والسياسات والعمليات في كافة المجالات، حيث نشهد الآن متابعتها النشطة لتحركها الرامي للتقدم على باقي الدول بفارق عشر سنوات، وهو الأمر الذي يفضي إلى تحديات أكبر على صعيد المدققين".


3.5 ترليون دولار حجم الفساد في العالم
ومن جانبه قدم سعيد الظاهري، رئيس مجلس إدارة شركة سمارت ورلد، كلمة المتحدث الضيف خلال المؤتمر، محاضرة اشار فيها الى إن الإحصائيات العالمية تقدر حجم الفساد والرشاوى في العالم بنحو 3.5 تريليون دولار سنوياً بما يعادل 5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مؤكداً أن تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تلعب دوراً فعالاً في الحد من مثل هذه الممارسات الضارة ولاسيما تقنية "التعليم العميق" التي من خلالها يتم تحليل البيانات واكتشاف العمليات التي تدخل فيها عمليات الاحتيال بأنواعها المختلفة.
ونبه الظاهري، إلى أن المدقق الداخلي يلعب دوراً رئيسياً في تحقيق امتثال الشركات لضريبة القيمة المضافة حيث أن دوره الرئيسي يتمثل في التأكد من تطبيق مفاهيم الحوكمة وتالياً التدقيق على العمليات المتعلقة بالضريبة الجديدة، لافتاً إلى أهمية دور الذكاء الاصطناعي في أتمته عمليات الامتثال للضريبة والتأكد من مطابقة العمليات الداخلية في الشركات للمتطلبات الضريبية.   

الامارات الاولى في التصدي لعمليات
 الاحتيال والفساد في المنطقة


وشدد الظاهري، على أن دولة الإمارات تعد من أكثر الدول تصدياً لعمليات الاحتيال والفساد حيث تأتي في المرتبة الأولى إقليميا في مكافحة الرشاوي والفساد ضمن مؤشر الشفافية العالمي الصادر عن مؤسسة الشفافية الدولية.


وذكر أن الإمارات كان لها تجارب رائدة في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل خدمة راشد التي يتم من خلالها التفاعل والمحادثة الصوتية لإنجاز الخدمات الحكومية، وكذلك إستخدام شرطة أبوظبي النظارة الذكية للتعرف على المجرمين، واستخدام شرطة دبي الروبوت الذكي في المجال الأمني، منوهاً أن الإمارات وضعت استراتيجية شاملة لاستخدام التقنيات الحديثة في قطاعات عدة أهمها النقل، والصحة، والفضاء، والمواصلات وغيرها.  


وأشار الظاهري، إلى أهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي في قيام المدقق الداخلي في الشركات بدورة بشكل فعال، موضحاً أنه باستخدام تلك التقنيات يمكن للمدقق الداخلي زيادة إنتاجيته من خلال اختصار الفترة الزمنية لإجراء عملية التدقيق، وكذا زيادة جودة عملية التدقيق الداخلي، وأخيراً تكرار عملية التدقيق الداخلي بحيث تتم بصفة دورية (شهرياً) بدلاً عن إجرائها خلال فترات مالية طويلة نسبياً.  


واختتم الظاهري حديثه بالإشارة إلى أن وظيفة المدقق الداخلي في الشركات ستتغير مع تطبيق مفهوم الثورة الصناعية الرابعة حيث يجب أن يكتسب المهارات والكفاءات المطلوبة التي تركز على حل المشكلات المعقدة إلى جانب التركيز على مهارات الابتكار والتفكير وقت الأزمات.