
أكد المشاركون في عاشر جلسات "القمة العالمية للتمكين الاقتصادي للمرأة" التي جاءت بعنوان "التكنولوجيا والاتصالات: محركات الابداع" على ضرورة تبني المزيد من السياسات والمبادرات الدولية لتأمين الاتصال بالإنترنت لا سيما في الدول النامية في اسيا وافريقيا، لتمكين النساء في تلك الدول من العمل والتعليم والمساهمة اقتصادياً في بناء مجتمعاتهن. والدول الأقل تطوراً تتأخر عن الدول المتطورة بحوالي 20 عاماً في ما يتعلق بنسب انتشار الإنترنت، حيث وصلت مستويات الانتشار فيها ما كان هو الحال عند بداية دخول الإنترنت للدول المتقدمة وذلك عام 1998.
وأدارت الجلسة بيل بيسي، مؤسِس مدرسة فازينوفا لريادة الأعمال والإبداع، وشارك فيها كل من: لونا شمسودها، رئيس "دوهاتيك نيو ميديا"، و شالو غراغ، عضو في المجلس الاستشاري للأمم المتحدة، ونور النومان، مدير دائرة الحكومة الإلكترونية في إمارة الشارقة، وسونيا خورخيه، المديرة التنفيذية في تحالف توفير الإنترنت بأسعار معقولة.
الانترنت للجميع
من جانبها أشارت سونيا خورخيه، المديرة التنفيذية في التحالف الدولي لتوفير الإنترنت بأسعار معقولة، إلى أن الاعلام يكثر الحديث عن تطورات التقنية والابتكار والطفرة الحاصلة فيها، متناسين أن هناك دولا كاملة في العالم لا تمتلك حق الوصول الى الانترنت، بسبب ارتفاع أسعار الانترنت، بنغلاديش مثلاً 60% من السكان فقط يمكنهم الوصول الى خدمة الانترنت.
والتحدي الأهم لدينا هو توفير الاتصال بالإنترنت، وعندما الحديث عن حرية وصول المرأة تحديداً، نجد انها اقل حظاً بنسبة 30% من الرجل في تلك الدول.
وتفيد الإحصاءات الصادرة عن الاتحاد العالمي للاتصالات التابع للأمم المتحدة، أن عدد المتصلين بالإنترنت بحلول نهاية العام 2016 بلغ تقريباً نصف سكان الأرض، لكن لا يزال هناك اختلال في نسب انتشار الإنترنت بين دول العالم، في حين أن الدول المتطورة يكون وسطياً 80% من سكانها متصلاً بالإنترنت، إلا أن هذا المعدل يصل للنصف في الدول الناشئة والصاعدة، بينما يكون أقل من 15% في الدول المتخلفة والفقيرة.
ويرى التقرير أن حجم الفارق بالدخول للإنترنت ما بين الدول المتطورة والدول الفقيرة يكاد يكون هائلاً، فعلى سبيل المثال هناك العديد من الدول الأفريقية يكون 10% فقط من سكانها متصلاً بالإنترنت ولا سيما من الذكور. ويتصف أولئك الذين يبقون خارج الشبكة بأنهم غالباً من الإناث، المسنين، الأقل تعليماً والفقراء ويقطنون مناطق ريفية خارج المدن.
وبالنسب فإن 47% من سكان العالم متصل بالإنترنت ولا يزال هذا المعدل أقل من الهدف الأممي العالمي بوصل الإنترنت إلى 60% من البشرية بحلول عام 2020. وبهذا فإن 3.5 مليار إنسان يدخل إلى الإنترنت حالياً وبحلول نهاية العام، لكن لا يزال 3.9 مليار إنسان غير متصل.
وأضافت: أن مسألة الخصوصية وسرية البيانات على الانترنت من اهم التحديات في عصرنا الرقمي، فنحن لا نعرف كيف تستخدم بياناتنا المتاحة عبر الانترنت، وهناك نساء كثر يخشين الاتصال بالانترنت حرصا على خصوصيتهن، لاسيما اذا كن يعشن في مجتمعات محافظة.
تحديات ونجاحات
وقالت لونا شمسودها، رئيس "دوهاتيك نيو ميديا"، إن تجربتها الشخصية كانت مليئة بالتحديات منذ طفولتها في بنغلادش، إذ لم يكن حتى وقت قصير فيها خدمات الانترنت ولا مستوى الدخل الذي يمكن الشباب من التعليم العالي أو حتى الحصول على فرص عمل برواتب جيدة. إلا أنها قررت أخذ زمام المبادرة مبكراً لتحقيق طموحاتها الشخصية في عالم الاعمال.
وأشارت إلى أنه حتى سنوات قليلة مضت في بنغلاديش كان متوسط دخل الفرد لدى 60% من سكانها دولاراً واحداً في اليوم. فيما يبلغ متوسط أعمار نصف سكانها 25 سنة تقريباً. وهو ما يعكس الواقع الاقتصادي الحرج في البلاد حينها، ويجعل الحديث عن توفير خدمات الانترنت ضرباً من الترف.
وأوضحت ان ذلك لم يمنع النساء في بلدها من المبادرة الى مطالبة الجهات الرسمية والعمل معها من اجل ربط المحافظات الكبرى معاً بشبكة الانترنت انتقالا الى ربط كل الاحياء، قائلة: يجب ان نصل الدولة داخليا بالإنترنت قبل ان نتحدث عن السياسات الحكومية وحرية الوصول الى الانترنت، هناك أمور أساسية يجب يتم إنجازها أولاً، وهو ما يتم العمل عليه في بلادنا بالتعاون مع جهات حكومية ومنظمات المجتمع المدني، والان نقوم بدورات تأهيل النساء للتعامل مع الانترنت والعمل من المنزل وغيرها".
وأضافت: إذا كان لدى أي فتاة طموح او حلم فعليها ان تمضي قدماً في تحقيقه، بدلا من انتظار الفرصة، والفرصة أصبحت أكثر توفراً بفضل التقنية والاتصال عبر الانترنت، لذا يجب على النساء الاستفادة منها".