تسجل

عقارات دبي تدير ظهرها للتوقعات السلبية وتحقق نمواً سنوياً بـ 2.5% في النصف الأول

لفت اسماعيل الحمادي، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة الرواد للاستشارات العقارية، إلى أن عقارات دبي نجحت في تخطي عدد من الدراسات الدولية المتشائمة، والتي توقعت في وقتٍ سابق مطلع هذا العام انخفاضاً عقارياً بنسبة تصل إلى 20%، لتواصل ارتفاعها السنوي بنسبة ناهزت الـ 2.5% خلال النصف الأول من العام الحالي 2015. 

وأكد الحمادي أن حجم التصرفات العقارية تجاوز الـ 129 مليار درهم خلال فترة الستة أشهر الأولى من هذا العام (بحسب دائرة الأراضي والأملاك في دبي)، مقارنة بـ 57.6 مليار درهم خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، وأن حوالي 20 ألف مستثمر ينتمون إلى 142 جنسية مختلفة ضخوا ما يقرب من 53 مليار درهم ابتداءً من شهر يناير ولغاية يونيو الماضي (6 أشهر). 

تكهنات سلبية 

سادت في الأوساط المهتمة في الشأن العقاري في دولة الإمارات عموماً ودبي تحديداً بعض المخاوف من جراء تداعيات التغيرات الاقتصادية العالمية العنيفة، كالانحدار المتسارع لأسعار النفط عالمياً ومدى تأثير ذلك على الدولة ككل بصفتها من كبار المنتجين على مستوى العالم وما رافقها من ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي مقارنة بالعملات الأخرى وتراجع بعض العملات العالمية الأخرى كالروبل الروسي. 
وتعززت هذه المخاوف لدى البعض مع حالة الهدوء النسبي الذي كان السمة الأبرز للقطاع في الربع الأخير من العام الماضي، وموجة البيع الجماعي للملاك للاستفادة من سعر الصرف وتحقيق أعلى العوائد. 

عوامل محفزة 

وتابع الحمادي: "إلا أن ما كان يجري على أرض الواقع في دبي أمر مختلف تماماً وبكل صراحة في غاية الغرابة أيضاً، فعلى الرغم من انخفاض أسعار العقارات السكنية مثلاً بنسبة تخطت الـ 3% في الربع الثاني من العام الحالي، إلا نسبة الارتفاع على أساس سنوي بلغت 2.5%". 

موضحاً أن ذلك تم بفضل تداخل عدة عوامل أسهمت في إبقاء الحيوية والنشاط كأحد أهم سمات عقارات دبي، فقد شهد السوق موجة بيع نشطة على الخارطة، في ظل إدراك المطورين العقاريين أن ذوي الدخل المحدود باتوا عنصراً مهماً في إنعاش السوق وجزءا من معادلة النمو المستمرة، وأبصرت النور عدة مشروعات ضخمة قدمت خيارات أكثر مرونة من ناحية الأسعار مع الحفاظ على سمعة عقار دبي في الأناقة والرتابة. إذ أكد الحمادي أن عدداً من هذه المشاريع بيع بالكامل بعد أقل من يومٍ من إطلاقها، وسط تسهيلات سداد للمشترين وصلت إلى 1% على مدار سبع سنوات.

وقال الحمادي ان هذه المشروعات كان لها الفضل في تسجيل تصرفات عقارية قياسية في دبي خلال الأشهر الماضية، وأشار إلى أن أحد أيام شهر يونيو الماضي شهد وحده فقط تصرفات عقارية بقيمة 1.2 مليار درهم. 

شركات دبي الأكبر عالمياً 

ولفت الحمادي إلى أن وجود شركات عملاقة تعد من الأكبر عالمياً، عاملُ حسمٍ آخر في دعم قوة القطاع العقاري عبر الخطط الاستراتيجية متوسطة وطويلة الأمد، ضارباً المثال بشركة إعمار العقارية، التي تعد أكبر شركات التطوير العقاري قيمةً في العالم، بأصولٍ تلامس حاجز الـ 159 مليار درهم و 216 مليون متر مربع. لافتاً في الوقت ذاته إلى النتائج الفصلية التي أعلنتها الشركة قبل أيامٍ فقط، إذ وصل صافي أرباحها إلى 2.2 مليار درهم خلال الستة أشهر الماضية بزيادة قدرها 12%. 

وأشار الحمادي إلى أن إعمار ليست استثناءً، مؤكداً النتائج التي أفصحت عنها شركة "داماك" العقارية قبل أيام، اذ قفزت أرباحها النصفية إلى 2.7 مليارات درهم، محققة أسهمها أعلى مستوى منذ الإدراج بفضل التوزيعات والأرباح.
وربط الحمادي الاختراقات الإيجابية لسوق دبي المالي بجميع أسهم قطاع العقارات، والمؤشر العام للسوق يتلقى دعماً كبيراً من هذه الأسهم.