
في إطار الجهود الرامية إلى زيادة أعداد السيّاح في إمارة دبي، والوصول إلى 12 مليون زائر في العام 2020، وفي ظلّ السعي إلى تعزيز مكانة دبي كواجهة ثقافيّة رائدة في المنطقة، إضافة إلى توفير فرص ثقافيّة وتجاريّة جديدة، اعتمد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خطة "إعادة إحياء وتطوير منطقة دبي التاريخية" التي تعتبر أقدم جزء من المدينة وتقع ضمن محيط خور دبي.
أهداف المشروع
يهدف المشروع إلى نشر الوعي حول تاريخ الإمارة العريق، وتوثيق صلة الإماراتيين لا سيما الأجيال الجديدة بتاريخهم وتعزيز ارتباطهم بميراثهم الثقافي الأصيل، وتسعى المبادرة المشتركة بين دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي وبلدية دبي وهيئة الثقافة والفنون، إلى إحياء التراث العريق للإمارة لا سيما في مجالات التجارة والصناعات اليدوية والغوص لاستخراج اللؤلؤ، من خلال تحويل المنطقة المشمولة في المشروع إلى مركز رائد للثقافة والتراث في أربعة أحياء تاريخية مهمة هي: الشندغة وبر دبي والفهيدي وديرة.
خمسة محاور
إلى ذلك، تمتدّ المنطقة التاريخية على مساحة 1.5 كيلومتر، وستطوّر على مراحل عدّة تستند على خمسة محاور رئيسية وهي التركيز على العادات والتقاليد الإماراتية مستقية ذلك من القصص المرويّة والكنوز التاريخية حول المنطقة، تعزيز التراث الإمارتي من خلال حماية المباني التاريخية والحفاظ عليها، توفير فرص تجارية جديدة وذلك من خلال تقوية المحتوى في الأسواق التقليدية وإعادة إحياء أنشطة التجارة التقليدية المندثرة والاحتفاء بها، إيجاد تجارب ثقافية للمجتمع من خلال تجديد الأحياء والساحات القديمة وإنشاء مركز تثقيفي للتعريف بالحضارة الإماراتية كي تصبح بذلك المنطقة مركزاً لتجمّع السكان يسهم في توطيد القيم الاجتماعية الإماراتية الأصيلة، والارتقاء بجودة الزيارة من خلال تصميم المرافق العامة بطريقة تضمن الحفاظ على المقومات الأصلية للمنطقة وتسهيل حركة وتنقلّ الزوار فيها.
خدمات إضافية
إضافة إلى ذلك، ستضمّ المنطقة مساحات مخصّصة للمشاة وتحفل بالقصص التاريخية من خلال تطبيقات ذكية، ونُصب تذكارية تحكي قصص الماضي، وتشمل خطط إعادة التطوير أكثر من 60 مشروعًا، بما في ذلك متحف الشندغة الذي سيتألف من 17 جناحاً وسيتضمن أكثر من 50 مجموعة أثرية، بالإضافة إلى منطقة مخصصة للتنزّه تصل حيّ الشندغة بحيّ الفهيدي، بحيث يتمكّن الزوّار من التنقل سيراً بسهولة بين هذه الأحياء. وستتضمّن المنطقة أيضاً كلاً من حصن الفهيدي والسبخة، اللذين سيشكلان معاً جزءاً من أكبر ساحة تاريخيةّ يتم إنشاؤها في محيط خور دبي.
من المتوقع أن يبدأ العمل قريباً في المرحلة الأولى من المشروع، وستشمل تطوير الأسواق في كلّ من ديرة وبر دبي وإنشاء نقاط للعباّرات في الشندغة وابتكار عدد من العناصر الأخرى في كل حي، ما سيمكّن الزوار من استكشاف تاريخ المنطقة والتعرف على التراث الثقافي والاجتماعي الثري لإمارة دبي.