
أشارت إحصائيات جديدة أصدرتها دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي الى أن الإمارة استقبلت 13.2 مليون زائر خلال العام 2014، محققة بذلك زيادة سنوية بنسبة 8.2 بالمئة، وهي نسبة أعلى بكثير من معدل النمو العالمي البالغ 4.7 بالمئة. ما يعكس التقدم المستمر الذي تحرزه الإمارة نحو تحقيق رؤيتها السياحية التي تهدف إلى استضافة 20 مليون زائر بحلول مطلع العقد المقبل.
نمو السوق
شهدت الأسواق السياحية التقليدية بالنسبة الى دبي زخماً مستداماً حيث نمت معظم الأسواق العشرة التي تصدرت قائمة زوار دبي بنحو 8 بالمئة، لكن بالمقابل كان هناك أيضاً نمو كبير في عدد من الأسواق الناشئة التي تشهد نمواً سريعاً في الطبقة الوسطى من ذوي الدخل المرتفع بين سكانها. مثال على ذلك الصين ونيجيريا والبرازيل، إضافة إلى عدد من الدول الأوروبية الشرقية بعد أن صدر في مارس 2014 قانوناً يعفي مواطني 13 دولة من أعضاء الإتحاد الأوروبي من الحصول على تأشيرة دخول مسبقاً للسفر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
أسباب النمو
تفوق مطار دبي الدولي على مطار هيثرو لأول مرة في عدد المسافرين الدوليين خلال عام 2014 إذ تصدر المرتبة الأولى ضمن قائمة أكبر مطارات العالم بأعداد المسافرين الدوليين، وذلك رغم عمليات صيانة مدارج المطار التي استمرت لمدة 80 يوماً بين شهري مايو ويوليو من العام الماضي. واستقبل المطار 70.5 مليون راكب في العام 2014 مسجلاً نمواً بنحو 6,1 بالمئة في حركة المسافرين. فيما ارتفعت أعداد القادمين إلى دبي بنسبة 7.2 بالمئة لتصل إلى 48.6 مليون مسافر. وحققت شركتا "طيران الإمارات" و"فلاي دبي" نمواً إستثنائياً في حجم أسطوليهما واتساع الامتداد الجغرافي لعملياتهما، حيث بدأت الأولى تسيير رحلاتها إلى 8 وجهات جديدة وأضافت 420 ألف مقعد، فيما أطلقت الثانية رحلاتها إلى 18 وجهة جديدة مضيفة نحو 180 ألف مقعد. إن هذا النمو في قدرات قطاع النقل الجوي يؤكد ما تم التصريح عنه في المنتدى الاقتصادي العالمي بأن "أهم ميزة تنافسية تتمتع بها دبي في مجال السياحة هي قدرتها على أن تحتل مركزاً عالمياً متميزاً للمسافرين جواً من جميع أنحاء العالم". وكذلك ساهم قطاع النقل البحري أيضاً في نمو أعداد زوار دبي مدعوماً بافتتاح المحطة الثالثة للرحلات البحرية، ويتوقع أن تستقبل دبي 425 ألف مسافر بحري في العام 2015، أي بزيادة تصل إلى 30بالمئة مقارنة بالعام الماضي.
كما شهد العام 2014 إتخاذ خطوات لتسهيل السياسات المتعلقة بتأشيرة الدخول والتي ساهمت في جعل زيارة دبي أكثر يسراً وأقل تكلفة. وأصبح بإمكان مواطني 46 دولة الآن الحصول على تأشيرة الدخول لدى وصولهم ، وذلك بعد القانون الذي صدر في مارس 2014 والذي ينص على إعفاء مواطني 13 دولة من أعضاء الإتحاد الأوروبي من الحصول على تأشيرة دخول مسبقاً للسفر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لتنضم بذلك إلى 15 دولة أوروبية أخرى كانت معفية من التأشيرة في السابق.
في الوقت نفسه، استمر تطوير وتنويع عوامل الجذب والمعالم السياحية في دبي على نطاق واسع لإستقطاب المزيد من الزوار والمساهمة في إطالة فترات إقامتهم. فقد تم في العام 2014 إفتتاح 46 منشأة فندقية جديدة، منها فندق "ماريوت الجداف"، "وفندق وارويك" في شارع الشيخ زايد، و"فندق شيراتون جراند"، ومنتجع "فورسيزنز دبي"، إلى جانب مجموعة من المعالم السياحية الجديدة مثل مركز الشاطئ “ذا بيتش” الكائن في ممشى "جميرا بيتش ريزيدنس" “جي بي آر"، وكورنيش جميرا، ومنصة المشاهدة "برج خليفة سكاي".