توقعت إرنست ويونغ (EY) أن تواصل صفقات الاكتتاب في المنطقة نشاطها القوي خلال عام 2014 على أعقاب النمو القوي في عدد الشركات المدرجة خلال الربع الأخير من عام 2013، والذي انتهى بسبع صفقات وصلت قيمتها إلى حوالى 726.2 مليون دولار أميركي. ومن المتوقع أن يمهد تحسن المقومات الأساسية في السوق الطريق أمام عروض اكتتابات جديدة لبدء عام 2014 بشكل قوي. كما شهد عام 2013 تسجيل 23 صفقة اكتتاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جمعت 3 مليارات دولار أميركي، بزيادة قدرها 64% من حيث الحجم و51% من حيث القيمة مقارنة مع عام 2012.
وفي هذا السياق، قال فِل غاندير، رئيس خدمات استشارات الصفقات في (EY) ان "سوق الاكتتابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يشهد انتعاشاً وتحسناً جيدين. واختتمت الاكتتابات عام 2013 بأداء ناجح مدفوع بتحسن الاقتصاد الكلي، وارتفاع تقييمات سوق الأسهم، وزيادة ثقة المستثمرين بالأسواق الرئيسية. وشهد الربع الأخير زيادة في حجم الاكتتابات وقيمتها مقارنة مع عام 2012، مسجلاً أعلى قيمة للاكتتابات منذ عام 2008".
وأضاف: "تقريرنا حول مؤشر ثقة رأس المال أظهر أن 73% من المدراء التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يرون أن الاقتصاد المحلي يتجه نحو الأفضل. وبلغت الثقة أعلى معدلاتها في المؤشرات مثل النمو الاقتصادي (70%)، ونمو معدلات التوظيف (64%)، وتوافر الائتمان (59%). وتبشر الثقة في هذه المؤشرات بالخير في المنطقة، لا سيّما أن النمو الاقتصادي وتوافر الائتمان يشكلان اثنين من المحركات الرئيسية لسوق الاكتتابات".
وسجل الربع الأخير من عام 2013 سبع صفقات اكتتاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بزيادة بنسبة 133% من حيث الحجم و114% من حيث القيمة مقارنة مع الربع الأخير من عام 2012. وتمت أكبر صفقة اكتتاب في دولة الإمارات مع إدراج شركة "داماك العقارية المحدودة" في بورصة لندن، حيث جمعت 348 مليون دولار أميركي من خلال طرح شهادات إيداع دولية (GDR)، بالإضافة إلى تسجيلها لصفقتين أيضاً في المملكة المتحدة. وشهدت سلطنة عُمان صفقتي اكتتاب، في حين تم تسجيل صفقة واحدة في كل من المملكة العربية السعودية والمغرب وتونس.
وفي هذا الصدد، قال فِل: "على الرغم من أن الاكتتابات لا تزال دون مستوياتها قبل الأزمة المالية، إلا أن هناك تحسناً ملحوظاً في أدائها. وتتيح الأوضاع الحالية مواصلة هذا الزخم عبر المنطقة، ونتوقع أن ينعكس الأداء القوي للاكتتابات في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
وتابع : "شهد عام 2013 تسجيل 23 صفقة اكتتاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جمعت 3 مليارات دولار أميركي، بزيادة قدرها 64% من حيث الحجم و51% من حيث القيمة مقارنة مع عام 2012. واستأثرت تونس بأكبر عدد من صفقات الاكتتاب مع تسجيل 9 صفقات، تليها المملكة العربية السعودية بخمس صفقات، وسلطنة عُمان بأربع صفقات، ومن ثم دولة الإمارات بثلاث صفقات، بالإضافة إلى صفقة واحدة في كل من العراق والمغرب".
وحول ذلك، علق فِل: "تتطلع الشركات العائلية على نحو متزايد إلى الاكتتابات كوسيلة لتسييل الثروات، وزيادة رأس المال، وتنظيم الأعمال ضمن إطار مؤسسي. ويساعد قرار مؤسسة ’مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال‘ المتمثل في ترقية تصنيف دولتي الإمارات وقطر إلى أسواق ناشئة، على زيادة اهتمام المستثمرين بهذه المنطقة".
وقد شهد قطاع الخدمات المالية في عام 2013 أكبر عدد من صفقات الاكتتاب بواقع سبع صفقات، يليه قطاع الطاقة والمرافق بثلاث صفقات، ومن ثم قطاعا النقل والعقارات بواقع صفقتين لكل منهما.
وسجلت شركة "آسياسيل للاتصالات" في العراق أكبر صفقة اكتتاب من حيث القيمة في عام 2013، والتي جمعت من خلالها رأس مال بلغ 1.3 مليارات دولار أميركي.
كما جمعت الاكتتابات الثلاثة من دولة الإمارات (مستشفى النور، داماك العقارية المحدودة، وأكشن للفنادق) 740.7 ملايين دولار أميركي من عمليات إدراج أجنبية في بورصة لندن في عام 2013.
واختتم فِل: "بعض الشركات المصدرة للأسهم قررت التوسع خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسيكون من الرائع أن نشهد تطور هذا التوجه في العام المقبل. وتستعد مجموعة قوية من الشركات النوعية لطرح عروض اكتتاب خلال الأشهر التسعة المقبلة. وعادة ما تستغرق الشركات من 12 إلى 18 شهراً لتكون جاهزة لطرح عروض الاكتتاب، ويتم حالياً إنجاز الكثير من الأعمال التحضيرية. وإذا استمرت أوضاع الاقتصاد الكلي في المنطقة بالتحسن، ستكون الأشهر الـ18 المقبلة وحتى العامان المقبلان فترة حيوية للغاية".