رائد في حوار حصري مع المصممين السعوديين المشاركين في أسبوع دبي للتصميم

إن المساحة المثالية لاكتشاف مستقبل الديكور الداخلي والتصميم هي أسبوع دبي للتصميم، الذي يعد أضخم احتفالية إبداعية تشهدها المنطقة، تسلط الضوء على الابتكارات المحلية والعالمية في مجالات الهندسة المعمارية والأثاث والتصميم والديكور الداخلي. هذا العام كان لنا حوار حصري وملهم مع ثلاثة مصممين سعوديين مبدعين، وهم نواف الغامدي، حياة الموسى،  ولما درداس، من جناح ايوان للتصميم.

1. ما الذي تعنيه لكم المشاركة في أسبوع دبي للتصميم، منصة التصميم الرائدة في الشرق الأوسط؟

كمشاركين للمرة الأولى في أسبوع دبي للتصميم سواء كمجموعة أو كأفراد ، تعتبر هذه المشاركة فرصة ثمينة تمكننا كمصممين سعوديين من عرض تصاميمنا والتواصل مع المجتمعين الإقليمي والدولي. كما تتيح لنا فرصة التعرف على أشخاص ذوي اهتمامات مشابهة واكتساب خبرات متنوعة من تجاربهم.

2. أخبرونا القليل عن تصاميمكم المشاركة في أسبوع دبي للتصميم.

بفضل دعم مركز عبدالعزيز العالمي الثقافي (إثراء)، الذي أتاح لنا فرصة التعاون مع شركاء معرفيين مثل “مامو ماني” وشركاء الإنتاج مثل “أبيات”، تمكّنا من تحويل تصميمنا إلى واقع ملموس وإطلاق العنان لإبداعنا. يُعد تصميم جناح “إيوان” جزءًا من تحديات تنوين 2023، الذي يهدف إلى إنشاء جناح قابل للطي والنقل. استوحينا هذا التصميم من “المقرنصات”، وهي من أبرز العناصر في العمارة الإسلامية، وسعينا إلى إبراز المساحة الانتقالية الفريدة التي يميز بها هذا النمط المعماري. يعكس الجناح مبادئ التصميم الإسلامي، ويمتاز باستخدام الألمنيوم كخامة حديثة لتكوين بوابة رمزية تقدم رؤية جديدة للجماليات الثقافية تجمع بسلاسة بين العناصر التقليدية وأسلوب التصميم المعاصر.

3. ما هي الرسالة التي تأملون في نقلها من خلال تصاميمكم في هذا الحدث الإقليمي؟

نأمل من خلال ايوان في هذا الحدث أن ننقل رسالة تعكس عمق ارتباطنا بجذورنا وهويتنا المستمدة من الفن والعمارة الإسلامية. نسعى إلى إبراز قدرة التصميم على ربط الماضي بالحاضر والتعبير عن التوازن بين الأصالة والحداثة. يمثل جناحنا رمزاً للوحدة والقوة التي يستمدها التراث الإسلامي من تنوعه الثقافي ومرونته ونهدف إلى إلهام الآخرين لاستكشاف الجماليات والقيم التي تشكل هويتنا الثقافية.

4. من أين تستلهمون تصميماتكم؟ وأي جانب من الثقافة السعودية المميزة تسعون إلى إبرازه في تصميماتكم؟

نستمد إلهام تصاميمنا من جوهر الثقافة السعودية، حيث نستلهم من تفاصيلها الفريدة وعناصرها العريقة التي تمثل هويتنا وتاريخنا. نعمل على تجسيد هذا التراث بأسلوب حديث يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ليعكس روح الثقافة السعودية بطريقة تتناغم مع تطلعات العصر وتعبّر عن عمق إرثنا الثقافي.

5. يجمع أسبوع دبي للتصميم فنانين من جميع أنحاء العالم. هل كان لمختلف الخلفيات اللإبداعية أثر على نهجكم التصميمي؟ أي في تصاميمكم المستقبلية.

يجمع أسبوع دبي للتصميم فنانين ومصممين من مختلف أنحاء العالم، مما يتيح تأثيراً ملحوظاً على مجالات التصميم. تساهم اللقاءات المتعددة مع أفراد من خلفيات إبداعية متنوعة في فتح آفاق جديدة وتيسير تبادل الأفكار. تعتبر هذه التجمعات مصدراً مهماً للإلهام، حيث تعزز التفكير خارج المألوف وتساعد في تطوير تصاميم مبتكرة.

6. كيف تختلف رؤيتكم الإبداعية مع مرور الوقت؟ وكيف تدمجون بين الأسلوب العصري والإرث السعودي الغني؟

رؤيتنا الإبداعية تتطور مع الوقت، ونسعى رغم خبرتنا المحدودة إلى إيجاد طرق تمزج بين الأسلوب العصري والإرث السعودي العريق. من خلال تجربة مواد حديثة مثل الفولاذ، واستخدام بعض برامج التصميم المتطورة، نحاول اكتشاف أساليب جديدة تضيف لمسات عصرية على العناصر التقليدية، مما يساعدنا على الإبداع وتقديم تصاميم تعكس روح التراث بأسلوب حديث.

7. مع الفورة الكبيرة لأدوات الذكاء الاصطناعي، هل تجدونها تهدد مستقبل التصميم أم تعززه؟ أخبرونا القليل عن تجربتكم مع الذكاء الاصكناعي في هذا المجال.

في ضوء التطورات الكبيرة في أدوات الذكاء الاصطناعي، تُعتبر هذه التقنية من العوامل التي تعزز مجال التصميم، حيث توفر للمصممين أدوات جديدة لاستكشاف أفكارهم وتطويرها. فهي تمنحهم القدرة على اختبار إمكانيات جديدة بسرعة وكفاءة. ومع ذلك، من الضروري التأكيد على أنه لا ينبغي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بشكل كامل أو استخدامه بطريقة مباشرة. بل يجب اعتباره أداة مساعدة تعزز من عملية التصميم، مع الحفاظ على اللمسة الإنسانية والإبداعية التي تميز كل مصمم. فالتوازن بين الاستفادة من التكنولوجيا والالتزام بالأسس الفنية التقليدية هو المفتاح لضمان مستقبل التصميم.

8. ما هي التحديات التي يواجهها المصممين السعوديين؟ وكيف يعملون على تخطيها.

تُعد الحفاظ على الهوية الثقافية وإبرازها وسط معايير التصميم العالمية من أبرز التحديات التي يواجهها المصممون السعوديون. ومع ذلك، يسعى العديد منهم إلى التغلب على هذه التحديات من خلال إعادة إحياء عناصر التراث السعودي و الاسلامي وإعادة صياغتها بطرق مبتكرة تتماشى مع روح العصر الحديث. ومع تزايد الاهتمام المؤسسي ودعم القطاعين الحكومي والخاص للفن والتصميم في المملكة، أصبحت الفرص أمام المصممين السعوديين أكثر وفرة لتطوير مهاراتهم وعرض أعمالهم بطريقة تعكس تميزهم وإبداعهم.

9. رسالتكم للجيل الجديد.

رسالتنا للجيل الجديد هي أن يعتزوا بهويتهم وثقافتهم، وأن يستفيدوا من التقنيات الحديثة مع الحفاظ على ارتباطهم بجذورهم. فالإبداع لا حدود له، والمستقبل يتطلب توازناً متناغماً بين التراث والابتكار.