من المتوقع أن تنافس السيارات التي تعمل بالخلايا الهيدروجينية السيارات الكهربائية قريباً في أسواق الطاقة النظيفة، لكن بشرط توافر محطات تزويد الطاقة الهيدروجينية.
وخلال السنوات الثلاثة الماضية، استطاعت شركات هوندا وهيونداي وتويوتا بيع مئات السيارات التي تعمل بالخلايا الهيدروجينية، ويتوقع أن تباع ألف سيارة أخرى خلال هذا العام، ولكن حتى الآن تتركز معظم السيارات التي تعمل بالخلايا الهيدروجينية في الولايات المتحدة بولاية كاليفورنيا نظراً لوجود معظم محطات تزويد الطاقة هناك.
وقام كثير من مصنعي السيارات مؤخراً بالاستثمار في مجال خلايا الطاقة الهيدروجينية، كشركة جنرال موتورز، التي زودت الجيش الأمريكي بشاحنة تعمل بخلايا الطاقة، وتعاونت مع شركة هوندا لتصنيع نظام يعمل بخلايا الطاقة بحلول 2020. وأعلنت هيونداي أنها ستكشف في 2018 عن سيارة SUV تعمل بخلايا الطاقة في العام القادم.
تتشابه سيارات خلايا الطاقة الهيدروجينية مع السيارات الكهربية في صوت محركها المنخفض وقلة الانبعاثات الملوثة بينما تتميز عن السيارات الكهربية في أنه من الممكن شحن خلاياها بسرعة في نفس الوقت الذي تستغرقه لإعادة تزويد سيارتك التقليدية بالوقود، بينما تستغرق السيارات الكهربية متوسط 9 ساعات لإعادة شحنها.
أما العقبة الوحيدة التي تواجه تلك السيارات هي قلة عدد محطات الشحن الخاصة بها نظراً لارتفاع تكلفة بناء المحطة التي تصل لـ 2 مليون دولار ورفض الشركات لبناء المزيد من المحطات قبل زيادة عدد السيارات الهيدروجينية في الطرقات، بينما ترفض شركات السيارات تصنيع المزيد من الموديلات قبل بناء المحطات. وتمتلك الولايات المتحدة، وفق السجلات، 34 محطة هيدروجينية كلهم في ولاية كاليفورنيا ما عدا 3 محطات فقط.
بينما يوجد بالولايات المتحدة 15703 محطة شحن للسيارات الكهربية، ويتكلف بناء المحطة الواحدة أقل بكثير من تكلفة المحطات الهيدروجينية، وكنتيجة لهذا تم بيع أكثر من 80 ألف سيارة كهربية خلال العام الماضي مقارنة بـ 1082 سيارة تعمل بخلايا الطاقة، ولهذا يقوم مصنعي السيارات بإنتاج موديلات كهربية بجانب الموديلات التي تعمل بخلايا الطاقة مثل شركة هوندا التي قامت بإنتاج موديل CLARITY بنسختين إحداهما تعمل بخلايا الطاقة والأخرى تعمل بالطاقة الكهربية والوقود.
وتقوم فكرة عمل السيارات التي تعمل بخلايا الطاقة على دمج الهيدروجين والأكسجين في ألواح مخصوصة تجتمع لتكوين خلايا الطاقة المحركة للموتور، وهي تكنولوجيا لا تعتبر جديدة، حيث سبق أن استخدمتها جنرال موتورز منذ عام 1966 لإنتاج سيارتها ELECTROVAN، التي كانت تحتوي على مقعدين فقط وتانك كبير ملئ بالهيدروجين والأكسجين ينفجر عند التصادم. لكن بفضل التكنولوجيا الحديثة، يمكن للسيارات الآن سحب الأكسجين من خلال الشبكة الأمامية وحفظ الهيدروجين في خزانات ألمونيوم صغيرة تقفل بصورة أوتوماتيكية عند الحوادث.
واستطاعت التكنولوجيا زيادة المسافة التي يمكن للسيارة قطعها قبل إعادة شحنها، فبعد أن كانت سيارة ELECTROVAN تقطع 150 ميلا فقط، يمكن لسيارة CLARITY الآن أن تقطع 366 ميلا قبل أن ينفذ شحنها، كما تتميز تلك السيارات بانخفاض تكلفة وقودها، حيث تتراوح تكلفة الكيلو جرام الواحد من الهيدروجين بين 13 و16 دولار، أي أن سيارة CLARITY تتكلف 80 دولار فقط لشحنها بالكامل.
ورغم انخفاض كلفة هذا الوقود، لكن قلة عدد المحطات لا يزال عائقاً أمام انتشار سيارات خلايا الطاقة، لكن هذا قد يتغير مستقبلاً خاصة بعد أن اجتمعت 13 شركة من الشركات الكبرى منهم شيل وبي ام دبليو لتكوين مجلس استشاري لحل مشكلة عدم انتشار محطات الطاقة.