يحتفل محرك البحث الشهير "جوجل" اليوم الجمعة بذكرى الميلاد الـ 82 لأحد أبرز العلماء والمفكرين في مجال الحوسبة العربية، وهو المصري دكتور نبيل علي محمد عبدالعزيز، والذي دفعت ابتكاراته في مجال اللغويات الحاسوبية العالم العربي إلى عصر المعلومات من خلال إنشاء برامج مكنت أجهزة الكمبيوتر من فهم اللغة العربية في شكل رقمي.
وقد حصل الدكتور نبيل الذي ولد في مثل هذا اليوم سنة 1938 في القاهرة على البكالوريوس والماجستير والدكتوراة في هندسة الطيران من جامعة القاهرة، وبدأ حياته العملية مهندس طيران في القوات الجوية المصرية بين عامي 1960 و1972، ثم عُين مديرًا لمعالجة المعلومات في شركة مصر للطيران، التي أنشأ فيها أول نظام للحجز الآلي في المنطقة العربية.
وكانت رقمنة اللغة العربية بالنسبة للدكتور نبيل وسيلة لربط الناطقين باللغة العربية بالعالم، وأصبحت جهوده المتواصلة وإسهاماته في مجال المعالجة الحاسوبية للغة العربية مرجعًا مهمًا للدارسين ومُصممي البرامج العرب.
وقد تولى الدكتور نبيل مناصب عليا عدة في مجال المعالجات الحاسوبية داخل مصر وخارجها، فأدار إطلاق مشروع "صخر" الشهير في ثمانينيات القرن الماضي، لكسر الحاجز التقني بين الشعوب العربية وتقنية المعلومات، وكان نائبًا لرئيس شركة الإلكترونيات العالمية في اليونان لمدة سنتين، ومديرًا لمشروع المعونة الأمريكية لإقامة الشبكة العلمية والتكنولوجية في القاهرة.
كما حاز الدكتور نبيل على العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة المملكة العربية السعودية المرموقة جائزة الملك فيصل في عام 2012 - تقديرًا لإسهاماته الرائدة في اللغة العربية وآدابها، كما حصل أيضًا على جائزة "الإبداع في تقنية المعلومات" من مؤسسة الفكر العربي (2007)، وجائزة أفضل كتاب ثقافي في مجال "تحديات عصر المعلومات" من الهيئة العامة للكتاب بوزارة الثقافة المصرية (2003)، وجائزة أحسن كتاب في مجال الدراسات المستقبلية من الهيئة العامة للكتاب بوزارة الثقافة المصرية (1994).
وقد صمم الدكتور نبيل أول مُحرك بحثي للغة العربية على أساس صرفي، وأول قاعدة بيانات معجمية للغة العربية، وأول برنامج للقرآن الكريم، وأول قاعدة معارف للشعر العربي، كما طور العديد من المعالجات الآلية الأخرى للغة العربية وصمم نموذج المعمل المتقدم لتعليم العربية وتَعلمها، وغير ذلك من برمجيات تعليمية وثقافية.
كما عمل الدكتور نبيل لبعض الوقت محاضرًا في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وكلية الهندسة بجامعة القاهرة، وكان باحثًا زائرًا في قسم اللسانيات في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس عامي 1986 و1987، وهو عضو في عدد من الجمعيات العلمية والثقافية وكان رئيسًا لجمعية هندسة اللغة في مصر.
وأشرف الدكتور نبيل على بعض رسائل الدراسات العليا في مجال "النمذجة المعلوماتية" في كلية الهندسة بجامعة عين شمس و"الخصائص المعجمية النحوية للأفعال" في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة و"اللسانيات الحاسوبية العربية" في المركز القومي للبحوث بالقاهرة.
ويعتبر الدكتور نبيل من رواد حوسبة اللغة العربية، وأَلف أول كتاب في اللغة العربية والحاسوب، إلى جانب عدة كتب أخرى منها: العرب وعصر المعلومات، والثقافة العربية وعصر المعلومات، والفجوة اللغوية: رؤية عربية، والعقل العربي وعصر المعلومات، كما نشر العديد من المقالات العلمية.