أكدت دراسة جديدة منشورة في مجلة "Nature Astronomy" العلمية، أنّ ربع النجوم على الأقل التي تشبه شمسنا، قد التهمت كواكبها في مرحلة من مراحل التطوّر ضمن مجموعاتها الشمسية.
وأوضحت الدراسة أنّ "هذه الجرائم الكونية التي تنفذها النجوم ضد أقاربها من الكواكب المجاورة، تُنتَج لأنّ العديد من أنظمة الكواكب غير مستقرة ديناميكيًا، الأمر الذي يُسبّب اختلالًا داخل النظام الشمسي"، مضيفةً "تشير أدلة الرصد إلى أن أنظمة الكواكب يمكن أن تكون مختلفة تمامًا عن بعضها البعض، وأنّ تاريخها الديناميكي كان شديد التنوع، ربما نتيجة الحساسية الشديدة للظروف الأولية التي نشأت فيها. وربما أدت هذه العمليات الديناميكية في الأنظمة الأكثر فوضوية إلى زعزعة استقرار مدارات الكواكب، ما تسبب بالتهامها من قبل نجومها".
واعتبرت الدراسة أنّ "هذه المؤشرات بمثابة دليل قاطع على أحداث ابتلاع الكوكب من قبل نجوم شبيهة بشمسنا، الأمر الذي من شأنه أن يسلط الضوء على المسارات التطورية المحتملة لأنظمة الكواكب، حيث خضع عدد منها لمراحل معقدة من إعادة تشكيل ديناميكي كبيرة للغاية".
بدورها، ذكرت مجلة "sciencealert" العلمية، التي تطرّقت إلى الدارسة، أنّ "شمسنا هي نجم نادر في مجرة درب التبانة، حيث ان معظم نجوم مجرتنا، أي نحو 75%، هي نجوم من النوع (M)، أو "أقزام حمراء"، وهي نجوم صغيرة وباردة وطويلة العمر. أما شمسنا فهي نجمة من النوع (G)، أو ما يُعرف بـ"القزم الأصفر"، وتحتوي مجرة درب التبانة على 7٪ فقط من نجوم النوع (G)".
وتابعت: "ليس ذلك فحسب، بل يعتقد علماء الفلك أن معظم النجوم تولد من أنظمة نجمية تتضمن شقيق واحد أو أكثر (أي مجموعة نجوم توأم أو ثلاث نجوم). ومعظم نجوم مجرة درب التبانة لديها رفيق واحد آخر على الأقل، أي نجمان سجينان في مدار متبادل كنظام ثنائي، بعكس شمسنا، حيث قد يكون للشمس توأم ضائع منذ فترة طويلة في مكان ما".
من جهة أخرى، قرّر فريق من علماء الفلك بقيادة لورنزو سبينا، من المرصد الفلكي لبادوا في إيطاليا وجامعة "موناش" في أستراليا، إلقاء نظرة فاحصة على الأنظمة الثنائية. وحدّدوا 107 زوجًا من النجوم ذات درجات حرارة وجاذبية سطحية متشابهة، ودرسوا خواصها الكيميائية بدقة، حيث رصد العلماء عددًا كبيرًا من النجوم التوائم تحتوي على "كيمياء غير متطابقة".
وكتب الباحثون: "على الرغم من أنّ النجوم في الأنظمة الثنائية تشترك في نمط كيميائي متطابق، إلا أن المكونات النجمية لـ 33 زوجًا في عينتنا تحتوي على وفرة من الحديد تختلف اختلافًا شاذًا عند مستوى 2 سيغما. ويشير هذا الاختلاف إلى أن جميع النجوم الشبيهة بالشمس لديها فرصة تتراوح بين 20 و 35% لالتهام كواكبها".
وأشاروا إلى أنه "عندما تدخل مادة الكواكب إلى النجم وتلوث منطقة الحمل الحراري، يتغيّر تكوين الغلاف الجوي النجمي بطريقة تعكس التركيب الملحوظ في الأجسام الصخرية للكواكب، أي أن العناصر المقاومة للصهر مثل المعادن والسيليكات تصبح أكثر وفرة من المواد المتطايرة".
واستنتج العلماء أنّ "النجوم التي ابتلعت كواكبها يجب أن يكون لديها نسب وفرة من الحراريات على المواد المتطايرة أعلى من النسب النموذجية الموجودة في النجوم ذات الأعمار والفلزات المماثلة".
وربما يكون لهذه الاضطرابات، وفق العلماء، أثرًا كبيرًا على فهم كيفية نشوء الحياة على كوكب الأرض، حيث أن جميع النجوم في الدراسة كانت ثنائية.
وقالوا: "إنّ إمكانية اكتشاف الإشارات الكيميائية لأحداث ابتلاع الكواكب، تعني أنه يمكننا استخدام التركيب الكيميائي الخاص بالنجم لاستنتاج ما إذا كان نظامه الكوكبي قد مر بماضٍ ديناميكي معقد، على عكس نظامنا الشمسي، الذي حافظ على كواكبه في مدارات دائرية تقريبًا مع هجرات محدودة للغاية حدثت بداخله".
وعن نتائج الدراسة الجديدة، قالوا: "هذه النتائج قد تكون "المنبع" الذي قد ينطلق منه العلماء لتحديد تلك النجوم الشبيهة بالشمس والتي من غير المرجح أن تستضيف كواكب شبيهة بالأرض أو العكس تلك التي تشبه الأرض".
كذلك، وبحسب مقال منشور في مجلة "American scientific"، قد تتسبّب الطبقات الخارجية الرقيقة لكوكب الشمس بانجراف الأرض إلى الداخل، باتجاه الشمس، لكن من جهة أخرى أشار العلماء إلى نظرية مختلفة تمامًا، حيث يشير البعض إلى أنّ "الشمس سوف تتوسّع خارج مدار كوكب الأرض، أي وحدة فلكية واحدة (AU)، لكنها ستفقد الكتلة خلال توسعها، ونتيجة لذلك تنجرف الأرض إلى الخارج حيث يقل شد الجاذبية بمرور الوقت، لكن هذه مجرد فرضيات قد تحدث بعد مليارات السنين".