تسجل

مصر تبهر العالم بموكب المومياوات الملكية

Loading the player...

جذبت مصر أنظار العالم كله إليها أمس خلال فعاليات الموكب غير المسبوق لنقل 22 مومياء لملكوك مصر القديمة، بما في ذلك 18 ملكًا وأربع ملكات، من موقعهم  السابق في المتحف المصري في ميدان التحرير، إلى موقعهم الجديد في المتحف القومي للحضارة المصرية، الكائن في أول عاصمة إسلامية في مصر، الفسطاط.
وبدأت الفعاليات بعروض موسيقية وضوئية مبهرة في المناطق التي مر بها مسار الموكب، وظهرت المومياوات محمولة على عربات مزينة بشكل خاص، مع كتابة أسمائها بالهيروغليفية المصرية القديمة وكذلك باللغة العربية.
وامتد طريق الموكب لمسافة تصل إلى 5 كيلومترات، بين المتحف المصري بالقرب من ميدان التحرير والمتحف القومي للحضارة المصرية بحي الفسطاط.
وافتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي المتحف القومي للحضارة قبيل انطلاق الموكب، حيث كان في استقبال المومياوات لحظة وصولها.
وقد أولت وزارة السياحة والآثار المصرية اهتمامًا وعناية ودقة بالغة باختيار كافة التفاصيل الخاصة بهذا الحدث، بدءا من اسم الحدث باللغة العربية والإنجليزية والشعار المختار والديكورات والألوان وملابس المشاركين، والفرق الموسيقية الرسمية للدولة والتشريفة الرسمية، وشكل العربات الخاصة بنقل المومياوات، بالإضافة إلى الأغاني التي تم إعدادها خصيصًا للفاعلية، والكلمات القديمة المستخدمة لأول مرة في الغناء على المسرح أمس، والأفلام المعدة خصيصًا لهذا الحدث، فعلى سبيل المثال الموسيقى التي عُزفت كانت موسيقى مصرية قديمة.
وشارك في تنفيذ وإخراج هذا الحدث حوالي 350 طالبًا وطالبة، حيث شارك طلبة كليات الفنون الجميلة والفنون التطبيقية والتربية الفنية بجامعة حلون في تجميل الحوائط الخرسانية الموجودة في أماكن متفرقة على طول طريق سير الموكب برسم جداريات فنية تعتمد فكرة تصميمها على توثيق تراث الحضارة المصرية القديمة بطريقة فنية، كما شارك أطفال وأشهر الفنانين المصريين.
وتم اختيار شعار الموكب بصورة تعكس دلالات وسمات قوية ترتبط بالطبيعة الخاصة بالحدث، مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة، فألوان الشعار جاءت مزدوجة ما بين اللون الأزرق الداكن والذهبي، وهو ما جاء مستوحى من العقيدة المصرية القديمة.
وقد بدأت استعدادات عملية نقل المومياوات، منذ حوالي عام ونصف، بدراسة شاملة لحالة كل مومياء قبل البدء في عملية التغليف واكتشاف نقاط الضعف بها وتقويتها وترميمها بأيادي مصرية، وتغليفها بأحدث الطرق العلمية.
وتمت عملية نقل المومياوات الملكية وفقًا لإجراءات محددة تراعى فيها كل معايير الأمان والسلامة المتبعة عالميًا في نقل القطع الأثرية، من خلال وضعها داخل وحدات تعقيم مجهزة بأحدث الأجهزة العلمية، ثم تحميلها على عربات تم تصميمها وتجهيزها لتلك العملية بما يضمن التحكم في الاهتزازات بهدف الحفاظ على سلامة المومياوات.
وشارك في عملية نقل المومياوات 22 سيارة لنقل المومياوات الملكية تابعة لوزارة الدفاع "قيادات قوات المظلات"، و60 موتسيكل من موتوسيكلات التشريفة من وزارتي الدفاع والداخلية، و 150 خيلاً من خيول التشريفة، و22 من العجلات الحربية ذات الطراز الفرعوني مصنوعة بواسطة وزارة الإنتاج الحربي يجرها عدد 44 حصان، و330 طالب من كلية التربية الرياضية - جامعة حلوان، و 3 فرق موسيقية بإجمالي 150 فرد من وزارة الدفاع "إدارة الموسيقيات العسكرية"، و 150 قارع طبول من "إدارة الموسيقات العسكرية" بوزارة الدفاع.
واستُقبلت المومياوات استقبالًا عسكريًا يليق بعظمة وهيبة الأجداد بإطلاق 21 طلقة تشریفیة بالمتحف القومي للحضارة المصریة بالفسطاط، وإضاءة على طول خط السير بداية من ميدان التحرير وحتى الفسطاط.
يُذكر أنه تم اكتشاف المومياوات الـ 22 المشاركة في العرض في مخبأين، واكتُشفت للمرة الأولى في عام 1881 في دير البحري بالضفة الغربية للأقصر في المقبرة رقم TT320.
والملوك الثمانية عشر هم: سقنن رع، أحمس الأول، أمنحتب الأول، تحتمس الأول والثاني والرابع، سيتي الأول والثاني، رمسيس الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والتاسع، أمنحتب الثاني والثالث، ومرنبتاح". والملكات الأربع هن: أحمس نفرتاري، الملكة تي، ميريت آمون، وحتشبسوت.