أزاحت مصر الستار عن كشف أثري جديد مهم في مقبرة سقارة جنوبي القاهرة، والذي شمل 22 بئرا في داخل أحدھا 54 تابوتا خشبیا من عصر الدولة الحدیثة، الذي امتد ما بین القرن السادس عشر والقرن الحادي عشر قبل المیلاد، ویُعدّ رمسیس الثاني أشھر ملوكھا .
وقال العالم الأثري الشهير زاهي حواس الذي رأس البعثة الكشفية إن البعثة عثرت على المعبد الجنائزي الخاص بالملكة نعرت بالقرب من هرم زوجها الملك تتي، وهو من الأسرة السادسة التي ترجع إلى 4200 عام، إضافة الى ثلاثة مخازن مبنیة من الطوب في الناحیة الجنوبیة الشرقیة منها "لتخزین القرابین" التي كانت تُستخدم في الطقوس الدينية.
وقالت وزارة السياحة والآثار في بيان إن التوابيت تشمل أول تابوت يعود إلى الدولة الحديثة يتم العثور عليه في منطقة سقارة، وهي بحسب اليونسكو من مواقع التراث العالمي وتضم هرم سقارة المدرج.
وتأتي كثير من القطع التي تم العثور عليها منحوتة على هيئة بشرية وألوانها زاهية ولا تزال جيدة الحفظ، كما تم أيضا العثور على العديد من الألعاب القديمة والتماثيل والأقنعة.
وقال حواس: "هذه الاكتشافات سوف تعيد كتابة تاريخ هذه المنطقة وبخاصةٍ خلال الأسرتين 18و19 من الدولة الحديثة".
وتمت الاكتشافات بجوار ھرم الملك تتي، أول ملوك الأسرة السادسة من الدولة الفرعونیة القدیمة الذي حكم مصر ما بین عامي 2323 و2291 قبل المیلاد.
وكشف حواس أن من بین الاكتشافات "بردیة یبلغ طولھا خمسة أمتار تحوي الفصل السابع عشر من كتاب الموتى".
وأوضح حواس أن ھذا الكشف "یؤكد أن منطقة سقارة لم تُستغل في الدفن خلال العصر المتأخر فقط (1887 قبل المیلاد- 332 قبل المیلاد)، ولكن أیضا في عصر الدولة الحدیثة".
يُذكر أن وزارة السیاحة والآثار كانت قد أعلنت في منتصف نوفمبر الماضي، عن أكبر كشف أثري في منطقة سقارة یضم أكثر من مئة تابوت خشبي بحالة سلیمة تعود الى مسؤولین كبار في العصر الفرعوني المتأخر وعصر البطالمة في مصر القدیمة، وسبق الكشف عن 59 تابوتا في المنطقة نفسھا في أكتوبر 2020 .
يشار الى أن سقارة، وھي منطقة مقابر العاصمة المصریة القدیمة ممفیس (منف)، مدرجة على قائمة الیونسكو للتراث العالمي.