رصد علماء الفلك الذين يبحثون عن علامات الحياة خارج الأرض شيئا غريبا، إذ يبدو أن إشارة راديو غريبة تأتي من جهة النجم الأقرب للشمس، وهو نجم أحمر صغير يبعد نحو 4.2 سنة ضوئية يسمى "بروكسيما سنتوري".
وكان الفريق القائم على " Breakthrough Listen" وهو بحث استمر لمدة 10 سنوات عن البث الفضائي القادم من النجوم، يستخدم مرصد باركس الأسترالي لدراسة بروكسيما سنتوري، عندما اكتشفوا الإشارة الواضحة، والتي أطلقوا عليها اسم " BLC-1"، وتم التقاط موجات الراديو في الملاحظات التي تمت بين أبريل ومايو 2019.
وعلقت صوفيا شيخ، طالبة دراسات عليا في جامعة ولاية بنسلفانيا، وعضو فريق Breakthrough الذي يقود تحليل الإشارات قائلة: "من المتوقع جدا أن ترى بين الحين والآخر شيئا غريبا، لكن هذا مثير للاهتمام لأنه شيء غريب وعلينا التفكير في الخطوات الآتية".
ولا يزال العلماء يجرون عددا أكبر من الاختبارات والتجارب والدراسات من أجل تحديد مصدر تلك الإشارات، لتحديد ما إذا كان مصدر هذه الموجات من الأرض أم الفضاء.
ومن ناحية أخرى يرى العديد من الباحثين أن مصادر هذه الموجات يمكن أن تكون من الأرض أيضًا، كما حدث في وقت سابق عندما تم اكتشاف انفجارات غريبة من موجات الراديو باستخدام تلسكوب باركس أو مرصد غرين بانك في ولاية فرجينيا الغربية، ولكن جميعها حتى الآن نُسبت إلى تداخل من موجات من صنع الإنسان أو مصادر طبيعية.
ومن المثير للدهشة في هذه الموجات الأخيرة، هو اتجاه الحزمة الضيقة، نحو 980 ميغاهرتز، والتحول الواضح في ترددها، الذي يقال إنه متسق مع حركة الكواكب، وقد أضاف إلى الطبيعة المحيرة لهذا الكشف.
وقد اكتشف علماء الفلك على مر العقود العديد من الإشارات، وتبين أن بعضها جاء من مصادر فلكية لم تكن معروفة من قبل مثل: النجوم النابضة، أو كواكب ميتة تبعث بإشارات موجية، كما يمكن أن تكون الإشارة الغامضة " BLC-1" من قمر صناعي لم يتم التعرف عليه بعد، أو طائرة تحلق فوقها، أو جهاز إرسال على الأرض بالقرب من خط رؤية التلسكوب، أو ربما شيء أكثر دنيوية، مثل: الأجهزة الإلكترونية المعيبة في مبنى قريب أو سيارة عابرة.
يذكر أن هناك إشارات لم يتمكن علماء الفلك نهائيا من التعرف على مصدرها الطبيعى، مثل " WOW" الشهيرة التى تم التقاطها بواسطة مرصد راديو جامعة ولاية أوهايو، المعروف بالعامية باسم Big Ear، في عام 1977.