هز بيروت أمس انفجار ضخم أسفر عن دمار شامل بمنطقة المرفأ ومقتل العشرات وإصابة الآلاف، والذي نجم عن انفجار مستودع يحتوي على 2700 طن من نترات الأمونيوم، التي تستخدم سمادًا زراعيًا.
وتعكس الأثار المدمرة للانفجار مدى خطورة نترات الأمونيوم، وكيف يمكن أن تتحول هذه المادة الكيميائية الزراعية إلى قنبلة قاتلة، في ظروف معينة.
ونترات الأمونيوم هي مادة صلبة بلورية بيضاء قابلة للذوبان بشكل طبيعي، وتعرف باسم "الملح الصخري"، وصيغتها الكيميائية هي " NH4NO3"، ورغم أن أكبر مخزون منها موجود في صحراء أتاكاما في تشيلي، فإن ما يقرب من 100 بالمئة من هذه المادة المستخدمة الآن صناعية، ويمكن تحضيرها عن طريق تفاعل الأمونيا مع حمض النتريك.
يتم استخدام نترات الأمونيوم في الغالب في الزراعة كسماد عالي النيتروجين، وهي مادة مستقرة نسبيًا في معظم الظروف، وغير مكلفة من ناحية التصنيع، مما يجعلها المادة الكيميائية البديلة الأكثر شيوعًا كمصدر للنيتروجين، والأقل تكلفة.
وتعد نترات الأمونيوم من ناحية أخرى مكونًا رئيسيًا لمادة ANFO، المعروفة باسم "زيت الوقود"، التي تُستخدم كمادة تفجير في قطاع التعدين والمحاجر والبناء المدني، وتمثل 80 بالمئة من المتفجرات الصناعية المستخدمة في الولايات المتحدة.
ولا تعتبر مادة نترات الأمونيوم خطيرة في حد ذاتها، لكن في ظروف معينة يمكن أن تكون مدمرة، ومن هنا، فإن لدى معظم البلدان لوائح تتعلق بطرق تخزينها للتأكد من أنها آمنة.
وتساهم مجموعة من العوامل والظروف في تحويل نترات الأمونيوم من مركب آمن إلى مادة متفجرة، من دون أي وقود أو محفزات خارجية.
ويتم تصنيف نترات الأمونيوم على أنها مادة حيوية، وهي تنتج الحرارة أثناء تحللها على غرار الطرق المعروفة عن توليد الحرارة باستخدام المواد المتعفنة في السماد.
وحينما تتوافر كمية كبيرة من نترات الأمونيوم في ظروف غير طبيعية، فإنه يمكنها توليد حرارة ذاتية كافية لإشعال النار واستمرار الحريق، من دون الحاجة إلى أي محفز خارجي.
وأثناء احتراقها، تمر نترات الأمونيوم بتغيرات كيميائية تؤدي إلى إنتاج الأكسجين، وهو بالضبط ما يحتاجه أي حريق للاستمرار والتمدد، ومع ارتفاع درجة الحرارة تتحول المادة إلى ما يشبه مفجر القنبلة.
وتظل المساحة خلف "المفجر" تزداد سخونة مع سرعة الاندماج حيث تتشكل الغازات الساخنة بشكل أكبر كثافة، إلى حين لا تجد مكانًا تتسع فيه، فتنفجر في نهاية المطاف.