ودعت السعودية أكبر دليل سياحي بها، بعد أن أفنى عقودًا من حياته في تعريف زوار نجران، جنوب غربي المملكة، بهذه المنطقة الساحرة.
وتوفي العم سعيد بن جمعان أو "أبو سند" كما يعرف في منطقته، مساء الجمعة عن عمر يناهز 90 عامًا، وقد اتصل وزير السياحة، أحمد الخطيب، بعائلة الراحل، مقدمًا تعازيه.
وقد نعى رواد مواقع التواصل الاجتماعي المرشد الراحل، مشيدين بعمله الدؤوب في مجال تعريف الزوار بتاريخ نجران وتراثها.
ورغم أن أبو سند كان أميًا ولم يدخل مدرسة قط، لكنه تمكن من إتقان أربع لغات هي الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، بالإضافة إلى العربية، وتعلم هذه اللغات من خلال احتكاكه بأجانب يتحدثونها، وساعده في ذلك رغبته الشديدة في إتقان لغات الآخرين.
وحكى أبو سند قبل سنوات قصة دخوله مجال السياحة قائلاً: "تم استدعائي من قبل الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة السياحة والآثار (حينها)، وخرجت له حينها بالزي النجران، وقابلني وسألني عن اللغات التي أجيدها، فتحدثت له بعفوية بلغاتي الأربع، وضحك حينها، ثم قال لي كنت أود منحك دورة، إلا أنني وجدت فيك المقدرة الكاملة".
وكان أبو سند حريصًا على ارتداء زيه النجراني، الذي يحكي قصة تاريخ نجران، الممتد إلى آلاف السنين، وظل متمسكًا بأداء مهمة الدليل السياحي على الرغم من كبر سنه ووهن جسده، وقال في مقابلات سابقة إنه عمل على تعريف السياح بمنطقة نجران منذ عقود.