
يضم المطر الحمضي أي شكل من أشكال الترسيب أو الهطول الذي يحتوي على مكونات حمضية وفقاً لوكالة حماية البيئة، لذلك يطلق على المطر الحمضي أيضاً اسم الترسيب الحمضي، إذ يشمل الغبار، والغازات، والأمطار، والضباب، والبرد، والثلج، ويُسمى نوع المطر الحمضي الذي يتكون من الغبار أو الغازات بالترسيب الجاف بينما يُشار إلى المطر الحمضي الذي يحتوي على الماء بالترسيب الرطب. في هذا المقال نستعرض معا بحثا عن المطر الحمضي، أسبابه، آثاره، حلوله، معادلة تكوين المطر الحمضي.
ما هو المطر الحمضي
يُعبّر مُصطلح المطر الحمضي عن هطول الأمطار ذات درجة حموضة ورقم هيدروجيني يُقدّر بـ 5.2 أو أقل، وذلك كنتيجة لتأثره بانبعاث ثاني أكسيد الكبريت (SO2) وأكاسيد النيتروجين ((NO + NO2) ) من النشاطات البشريّة المُختلفة، ويمكن أن يهطل على شكل ثلوجٍ أو ضباب أو حتّى جزيئات صغيرة تستقر على الأرض، ويتصف هذا النوع من الهطول بقدرته على تكوين التأثير السلبي على الأوساط التي تتأثر بالأحماض، ومن ذلك تأثيره على المسطحات المائيّة وتقليل الرقم الهيدروجيني لها، ممّا يؤدّي لتقليل التنوّع البيولوجي، بالإضافة إلى أنّه يضعف الأشجار ويزيد من قابليتها للضرر من الظروف البيئية الأخرى، مثل: الجفاف والآفات، ويؤثر كذلك على التربة ويستنزف مكوّناتها من المغذّيات النباتيّة كالمغنيسيوم والبوتاسيوم، ويتسبّب بالإفراج عن جزيئات الألمنيوم وتكوين مركبات سامة للتربة، وغير ذلك من التأثيرات.
أسباب المطر الحمضي
تتعدد الأسباب المؤدية لتشكل الأمطار الحمضية، حيث تلعب الأنشطة الحضارية دورًا هامًا في زيادة الملوثات الجوية الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري والمخلفات البشرية.
·ولا يعد الإنسان المسؤول الوحيد عن تشكل الأمطار الحمضية، إذ تعدّ الكوارث الطبيعية عاملًا أيضًا، حيث تعد البراكين مثالًا واضحًا للكوارث الطبيعية الملوثة، تعمل على إطلاق الملوثات بكميات كبيرة نحو الجو خصوصًا المُركبات المحتوية على الكبريت.
·ويعد ثاني أكسيد الكبريت (SO2) وأكاسيد النيتروجين (NOx) المنطلقين في الهواء، والناتجين من محطات الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري ووسائل النقل والمركبات ومصافي النفط، السبب الأكبر للأمطار الحمضية اليوم، وفقًا لوكالة حماية البيئة.

حلول المطر الحمضي
يشكّل الحدّ من إطلاق الملوثات المسببة للأمطار الحمضية الطريقة الوحيدة والأساسية لمكافحة خطر تكونها، وقد بادرت العديد من الحكومات في محاولة الحدّ من الانبعاث من خلال تشجيع مصادر الوقود البديلة، وتنظيف مداخن المصانع، كما يمكن بذل جهود فردية للمساعدة في الحدّ من الأمطار الحمضية كالحفاظ على الطاقة الكهربائية المُستخدمة في المنازل، مما يُساعد على تقليل انبعاثات محطات توليد الطاقة الكهربائية، وتقليل انبعاثات وسائل النقل العام، والسيارات، واستبدالها بالدراجات، أو المشي عند القدرة على ذلك.
آثار المطر الحمضي
للمطر الحمضي العديد من الآثار، ومنها ما يأتي:
- التأثير على البيئة المائية: تصل الأمطار الحمضية إلى مصادر المياه المختلفة عن طريق التساقط المباشر على المسطحات المائية، أو تدفق المياه عبر الغابات والحقول والطرق لتصل إلى الأنهار، والجداول، والبحيرات، ومع مرور الوقت تتراكم الأحماض في الماء، وينخفض الرقم الهيدروجيني الكلي للمصدر المائي، وبما أنّ النباتات والحيوانات المائية تتطلب مستوىً محدداً من الرقم الهيدروجيني للبقاء على قيد الحياة، والذي يساوي 4.8 تقريباً، فإنّ انخفاضه يشكل تهديداً لبقاء الحياة المائية، ومن الأمثلة على ذلك أن أغلب بيض الأسماك لا يمكنه أن يفقس عندما تكون مستويات الرقم الهيدروجيني أقل من 5، بالإضافة إلى موت الأسماك البالغة، وخفض التنوع البيولوجي في البحيرات والأنهار كالنباتات، والأسماك، وأنواع الحشرات.
- التأثير على الصحة العامة: تشكّل غازات ثاني أكسيد الكبريت، وأكاسيد النيتروجين، ومشتقاتها تأثيراً على مدى الرؤية، والذي قد يتسبب في وقوع الحوادث، مما يؤدي إلى التسبب في وقوع الإصابات، والوفيات، ومع أنّ صحة الإنسان لا تتأثر بصورة مباشرة بمياه الأمطار الحمضية إلا أنّ الترسبات الحمضية الجافة الموجودة في الهواء قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة عند استنشاقها، إذ تؤدي المستويات العالية من هذه الترسبات إلى مشاكل في الرئة والقلب كالربو، والتهاب الشعب الهوائية.
معادلة تكوين المطر الحمضي
يُعرف المطر الحمضي بأنه الهطول الذي تبلغ درجة حموضته 5.2 أو أقل، حيث ينتج عن انبعاثات ثاني أُكسيد الكبريت SO2 وأكاسيد النيتروجين NOx إلى طبقات الجو، ونتيجةً لتفاعل هذه الأكاسيد مع الماء تنتج المُركبات الحمضية التي تُحدِث ضرراً بالغاً في الطبيعة، وفيما يأتي أبسط صور تفاعلات أكسيد الكبريت والنيتروجين مع الماء لإنتاج الأحماض:
- SO2 + H2O → H2SO4 ←→ H+ + HSO4 ←→ 2H+ + SO42
- NO2 + H2O → HNO3 ←→ H+ + NO3
المراجع:
https://www.livescience.com/
https://www.britannica.com/
https://www.nationalgeographic.com/
https://www.arabiaweather.com/
https://sotor.com/