افتتحت "الهيئة الملكية لمحافظة العلا" معرض "العلا، واحة العجائب في الجزيرة العربية" في "معهد العالم العربي" في العاصمة الفرنسية باريس.
وحرص القائمون على تنظيم المعرض على تقديم معرض "العلا، واحة العجائب في الجزيرة العربية" إلى العالم كمنصة مثالية لتسليط الضوء على كنوز الحضارات القديمة التي تزخر بها محافظة العلا التي ألهمت خيال المستكشفين ورواد علم الآثار.
ويهدف المعرض إلى تعريف الزوار بجمال العلا الطبيعي وتراثها الثقافي الغني من خلال استعراض مجموعة واسعة من القطع الأثرية النادرة والاستعانة بالوسائط المرئية المتعددة ومجموعة من الصور الفوتوغرافية للمصور العالمي الشهير يان أرثوس-بيرتراند.
وتقع محافظة العلا في شمال غرب المملكة العربية السعودية، وقد مثلت على مر التاريخ مفترقًا للطرق بين الشرق والغرب، حيث بنيت وتطورت بمساهمة مجتمعات وحضارات متعاقبة على مدى آلاف السنين. وينقل المعرض الزوار في رحلة عبر العجائب الطبيعية والتاريخية لهذه المنطقة، من خلال تسليط الضوء على المشهد الطبيعي الفريد للعلا والممالك القديمة التي أقيمت في شمال الجزيرة العربية، بما في ذلك مملكتي دادان ولحيان، ومدينة الحِجر النبطية، التي تعد أول موقع في المملكة العربية السعودية يسجل ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي.
ولإبراز أهمية محافظة العلا كوجهة عالمية، أطلقت الهيئة الملكية لمحافظة العلا الرؤية الثقافية والتراثية للعلا، التي ترسم خارطة طريق طويلة الأجل لتطوير المنطقة، وذلك تأكيدًا على التزام الهيئة بدعم السياحة المستدامة مع الحفاظ على الخصائص البيئية والطبيعية في العلا، عبر تقديم تجربة ثقافية فريدة من نوعها في متحف حي مفتوح في الهواء الطلق، والذي يوفر للزوار رحلات وتجارب استكشافية مثيرة.
وستشمل أعمال ومشاريع التطوير الثقافي التي تجري على نطاق واسع في العلا البرامج والمبادرات التي ترتكز إلى التراث والطبيعة والفنون والإنتاج الثقافي والفني، ما سيساعد في دفع اقتصاد إبداعي جديد في المنطقة.
وتضع الرؤية الثقافية والتراثية للعلا على رأس أولوياتها صون تراث العلا والحفاظ على تاريخها، فضلًا عن تطوير المجتمع المحلي وتمكينه من اكتساب الأدوات والمهارات اللازمة للمساهمة في عملية التحول في المنطقة، وذلك للأجيال الحالية والمستقبلية، باعتبارهم حماة إرث العلا الطبيعي والثقافي، والقادة لمستقبلها المشرق، عبر تطويرها كوجهة تراثية وسياحية فريدة، ورافدًا مهمًا للتنمية الاقتصاد والمجتمعية.
ومن بين تجارب الزوار العديدة الجديدة التي ستقدمها العلا لضيوفها، "متحف البازلت الأسود" المستوحى من التكوينات الصخرية البركانية في العلا؛ و"وادي الفن"، الذي يضم مجموعة كبيرة وملهمة من الأعمال الفنية والتماثيل الأثرية في مشهد العلا الطبيعي الاستثنائي؛ و"متحف الحِجر"، الذي يستكشف حياة وإرث الأنباط الذين أسسوا عاصمتهم الجنوبية هنا في العلا.