سُميت الصداقة بهذا الاسم نسبة للصدق، والصديق الحقيقي أصبح عملة نادرة في الأيام التي نعيشها الآن؛ لذلك وجدنا في حديثنا عن الصداقة وعن دور الصديق الحقيقي في حياة صديقه نوعا من إحياء لتلك العملة.
أهمية اختيار صديق حقيقي
- لم يُخلق الإنسان بمفرده بل خلقه الله في مجتمعات ليتعارف عليهم إذ يقول الله عز وجل في محكم كتابه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
- وينادي الله على المتحابين في جلاله؛ ليظلهم بظله يوم لا ظل إلا ظله. كما يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المرء على دين أخيه فلينظر أحدكم إلى من يخال.
- كما يشير الله عز وجل لصديق السوء ليحثنا على الابتعاد عنه في قوله تعالى سورة الفرقان (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا*يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا* لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا).
سمات الصديق الحقيقي
هناك العديد من السمات التي تبين أن الصداقة حقيقية، لعل أهمها الصلاح والديمومة، وتتمثل تلك الصفات في التالي:
- الأخلاق الحسنة، وأهمها التقوى والصلاح.
- المعاملة الحسنة مع وجود أسلوب جيد في التعامل.
- العقلانية والاتزان، بحيث يزن الأمور قبل التحدث؛ وذلك لأن الصديق الذي لا يتصف بالعقلانية قد يعود على الصديق بالضرر على الطرف الآخر.
- النشاط الدائم، وفي هذه الحالة يكون الصديق هو المعين على الاجتهاد والتقدم في الحياة.
- تقارب الميول بين الصديقين.
- التماس العذر، الثقة بأن الصديق لن يقدم على أي عمل به يضر الطرف الآخر.

أقسام الصداقة لدى أرسطو
قسّم أرسطو الصداقة إلى ثلاثة أقسام وهي:
- الصداقة النفعية: وهي التي يتم تحديد قيمةٍ لها عن طريق فائدة معينة مقابل تلك الصداقة، وهي صداقةٌ مؤقتةٌ وسوف تنتهي وتنقطع بانقطاع تلك الفائدة المترتبة عليها.
- صداقة المتعة: وهي التي تظهر فقط عندما تزيد درجة البهجة والمتعة عند وجود الأشخاص الآخرين، والتي تنعقد بسرعة، وكذلك سرعان ما تنتهي عند انتهاء المتعة.
- صداقة الفضيلة: تعتبر صداقة الفضيلة من أفضل أنواع الصداقة، وتقوم على تشابه الخصال والفضائل بين الطرفين، وتدوم لمدة أطول
الصداقة من منظور التراث العربي والإسلامي
- تُشتق كلمة الصداقة في اللغة العربية من الصِدق أي عكس الكذب، صَدَقَ يَصْدُقُ صَدْقًا وصِدْقًا وتَصْادقًا، ويقال: صَدَقْتُ القوم. أي: قلت لهم صِدْقًا وتصادقا في الحديث وفي المودة.
- وقيل أيضاً بأن الصداقة تتلخص في اتفاق الأشخاص على المحبة والمودة، وأن تكون هناك منفعة متبادلة بينهم.
-
-
http://sophia.over-blog.com/