تسجل

حكم التدخين

يرى الغالبيّة العُظمى من العلماء أنّ حكم التدخين هو التّحريم، فيكون المرء آثماً إذا لجأ إلى التدخين بأنواعه، كالأرجيلة أو الشيشة والسجاير، وكل ما هو مُشتقّ من مادة التبغ، وقد استند من قال بأن التدخين مُحرَّمٌ على عددٍ من الأدلة الصحيحة كالقرآن والسُنّة والإجماع، وبعض الأدلّة العقليّة وأهمّها نهي النبي -عليه الصّلاة والسّلام- عن إلحاق الضرر بالنفس أو بالغير، وقد أثبت الطبّ الحديث أنّ من يُمارس التدخين يُلحق الضرر بنفسه كما يُلحقه بغيره، أمّا أدلّتهم من القرآن والسنة فمنها ما يأتي:
 
قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ)، يقول أصحاب رأي التحريم إنّ الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية يُخاطب المسلمين بأنّه أحلَّ لهم كلّ ما كان طيّباً من الطعام والشراب والأقوال والأعمال، وحيث إنّ التدخين ليس من الطيّبات فيكون ممّا حرمه الله.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)، أباحت الآية أكل وشرب ما كان طيّباً في طعمه وطبيعته من المأكولات أو المشروبات، وما لا يُلحِق الضرر بالإنسان، ومفهوم المُخالفة المأخوذ من الآية أنّ ما كان فيه ضررٌ أو كان يُعتَبر من الخبائث في الأكل والشرب فهو محرَّم. ثبت أنّ النبي -عليه الصّلاة والسّلام- 
قال: (لا ضَررَ ولا ضِرارَ)، فلا يجوز للمسلم أن يُلحق الضرر بنفسه، والتدخين يُضِرُّ بالصحة كما ثبت بالأدلة الطبيّة، ولا يجوز للمسلم كذلك أن يُلحِق الضرر بغيره من الناس، وقد ثبت أنّ التدخين يُؤثّر سلباً على من يشمّ رائحته، وذلك من خلال عدّة أمور أهمّها أنه يُسبّب الأمراض من خلال تنفّسه لغير المدخِّن، وأنّ في رائحته ضرراً لمن يشمّه فيُؤدّي ذلك إلى نفوره ممن يجده منه.