مدينة صينية صديقة للبيئة لا سيارات فيها على الإطلاق

خارج تشانغدو في الصين المركزية تحددت مساحة 78 مليون قدم مربع لمشروع بناء جديد كلياً. سيحتضن هذا الموقع مدينة مبنية بأصول تعتمد على الخبرة تتسع لـ80.000 نسمة لن يحتاج هؤلاء إلى سيارة كي يتنقلوا في المكان.
المدينة العظيمة هي خطة لمركز حضري طموح مصمّم للحد من تأثير السكان على البيئة عبر إنتاج طاقة نظيفة والتقليل من النفايات ونشر وسائل النقل العامة والتخلص من السيارات الخاصة.
المشروع من تصميم شركة سميث + غوردون جيل آرتيتكتشر التي لاحظت أن مسؤولي التخطيط الصينيين قد بدأوا بإدراك آثار السيارات الخاصة وأصبحوا مستعدين لاستقبال بدائل أفضل وللتوسع نحو أطراف المدن.
تسمّى المدينة "المدينة الخالية من السيارات" وهو لقب غير دقيق بشكل كامل، إذ تقول الشركة إن السيارات لن تكون ضرورية لكنها مسموحة. تتضمّن الخطة الرئيسية أفكاراً جيدة، كأن يكون نصف الطريق مخصّصاً للسيارات غير الكهربائية، فيما ستنقل مركبات كهربائية الناس إلى الأماكن التي يستطيعون الوصول إليها سيراً على الأقدام. كما ستبعد المنازل جمعاء مسافة دقيقتين عن المتنزّه العام.
سيعالج متنزّه صديق للبيئة الفضلات السائلة والصلبة ليولد الطاقة. ستُخصص الأراضي المتاخمة للمدينة للزراعة، وستتم حماية الحياة البرية. صُمّمت المباني لمضاعفة استخدام طاقة الريح لأن المهندسين ارتأوا أن مناخ تشانغدو الضبابي لا يناسب طاقة الشمس.
يقال إن الشركة تعتزم الحد من استهلاك الطاقة بنسبة 48% والماء 58% وإنتاج 89% أقل من نفايات، مقارنة بالمدن التقليدية بنفس عدد السكان.
بعيداً عن مناصرة البيئة، صممت الشركة المدينة لتقدم للسكان منازل يمكن تحمّل نفقاتها ومدارس ورعاية صحية تتوفر جميعها في مركز المدينة لتشجيع الناس على حياة مدنية مزدهرة.
المدينة رؤيا ودودة لمناصري البيئة، والمهتمين بالمساواة الاجتماعية، وفاعلية الطاقة، وأنظمة إعادة التدوير. أمور سيجري اختبارها فور تنفيذ المشروع الذي يثير بعض التساؤلات.
هل يمكن لمدينة بنيت بهذه السرعة أن تصمد أمام اختبار الزمن؟ ما الذي سيحل بمشروع الشركة إن لم يتصرف السكان كما تتوقع؟ حتى لو عملت هذه المدينة كما هو مخطط، كيف يمكن للصين تفسير هذا البرنامج لمئات الملايين من سكان المدن القديمة؟
لكن باعتبار المستوى الذي تعمل الصين على تحويله إلى مدن، فإن خطة مثبتة للحد من تأثير المدن الجديدة على البيئة لا تقدَّر بثمن.