تسجل

الجاحظ الثاني

الجاحظ الثاني هو ابن العميد، وهو محمد بن الحسين بن محمد أبو الفضل بن أبي عبد الله المعروف باسم ابن العميد، وهو لقب والده حيث على عادة أهل خراسان.
 
وكان والد ابن العميد مترسلًا وبليغًا ويكتب لنوح بن نصر الساماني ملك بخاري، فنشأ الولد على الأدب وتدرب على الكتابة وبرع في الإنشاء والترسل، وتوسع في الفلسفة والنجوم وقيادة الجيوش، والنظم والشعر والترسل والكتابة، وسمي بسبب ذلك بالجاحظ الثاني مقارنة بالجاحظ.
 
وقد تقلد ابن العميد في الأعمال حتى أصبح وزيرًا لركن الدولة بن بويه عام 328 هجرية وقام بشئون الدولة على منهج بني برمد في الجود، ومدحه الكثير من الشعراء من الشعر الذي قيل فيه:
 
بادٍ هَواكَ صَبَرتَ أَم لَم تَصبِرا وَبُكاكَ إِن لَم يَجرِ دَمعُكَ أَو جَرى
كَم غَرَّ صَبرُكَ وَاِبتِسامُكَ صاحِباً لَمّا رَآكَ وَفي الحَشى ما لا يُرى
أَمَرَ الفُؤادُ لِسانَهُ وَجُفونَهُ فَكَتَمنَهُ وَكَفى بِجِسمِكَ مُخبِرا
 

ومنها :

 
مَن مُبلِغُ الأَعرابِ أَنّي بَعدَها شاهَدتُ رَسطاليسَ وَالإِسكَندَرا
وَمَلِلتُ نَحرَ عِشارِها فَأَضافَني مَن يَنحَرُ البِدَرَ النُضارَ لِمَن قَرى
وَسَمِعتُ بَطليموسَ دارِسَ كُتبِهِ مُتَمَلِّكاً مُتَبَدِّياً مُتَحَضِّراً
وَلَقيتُ كُلَّ الفاضِلينَ كَأَنَّما رَدَّ الإِلَهُ نُفوسَهُم وَالأَعصُر