من خلال آيات القرآن الكريم يخبرنا الله سبحانه وتعالى عن عن ما ورد من قصص الأنبياء والمرسلين، وذلك لنتبيّن من آياته الحقيقة من الأخبار الزائفة التي تناقلتها الأمم.
وفي سورة يوسف يقص علينا الله سبحانه وتعالى قصة سيدنا يوسف عليه السلام ونشأته، والمحن التي واجهها في حياته وكيف أن الإيمان بالله تعالى دائما ما يجازى بالخير والتمكين في الأرض ولو بعد حين.
وكان سيدنا يوسف عليه السلام أحد أبناء سيدنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام الإثنى عشر ذكر، وقد حباه الله حسن الصورة والوجه، وعرف عنه جمال خلقه.
وكان يوسف عليه السلام وأخاه بنيامين أصغر أبناء يعقوب عليه السلام، وقد حظيا بمكانة ومحبة خاصة في قلب أبيهم، مما أثار حفيظة وغيرة بقية أخوته من يوسف عليه السلام.
وعندما بلغ سيدنا يوسف عليه السلام 17 عاما من عمره رأى في منامه رؤيا بأن 11 كوكب والشمس والقمر يسجدون له، فروى رؤيته لأبيه، فنصحه سيدنا يعقوب عليه السلام بعدم ذكر الرؤية لأحد من إخوته، خوفا عليه من غيرنهم، ولكنه استبشر خيرا من الرؤيا.
ولما اشتدت غيرة إخوة يوسف، قاموا بالاتفاق على التخلص منه، فطلبوا من أبيهم أن يخرج معهم يوسف إلى رعاية الأغنام، فارتاب سيدنا يعقوب وأجابهم بأنه يخاف أن يأكل الذئب يوسف، فرد عليه أبناؤه أنهم عصبة وإذا هاجم الذئب يوسف فإن ذلك خسارتهم.
وبالفعل خرج سيدنا يوسف عليه السلام مع إخوته، وعندما وصلوا إلى أحد آبار المياه، قاموا بإلقائه في البئر، وأخذوا قميصه ملطخا بدم كاذب، ليقدموه لأبيهم كاذبين أن يوسف قد أكله الذئب.
وقد ظل سيدنا يوسف في البئر حتى مرت قافلة أرادت استسقاء الماء من البئر، فتعلق يوسف بدلو البئر، ليجده أفراد القافلة التي كانت في طريقها إلى مصر، فأخذوه معهم وقاموا ببيعه لعزيز مصر كخادم.