ان كنت ممن يشعرون بالضيق والغضب اليوم من بعض ما تشاهده على متن الطائرات، فربما لم يسبق لك أن وطأت قدماك أي من الطائرات التي كانت موجودة قبل 85 عاما.
ففي السابق كان يمكن للطائرة أن تهبط بصورة عشوائية مئات الأقدم كما أن أصواتها كانت صاخبة بما فيه الكفاية عند الاقلاع لدرجة أنها ربما كانت تصيب الركاب بحالة من فقدان السمع بشكل دائم.
وكانت الفترة التي شهدت أكبر القفزات في أنشطة التوسع الخاصة بالصناعة هي التي زاد فيها عدد مستخدمي الطائرات من 6000 سنويا عام 1930 إلى 1.2 مليون مستخدم عام 1938.
ورغم زيادة الأعداد، كانت أغلبية الناس لا تزال تميل لاستخدام القطارات والحافلات نظرا الى انخفاض أسعارهما بشكل كبير مقارنة بالطائرات، اذ كان يقدر سعر التذكرة وقتها بحوالي 260 دولار ( 180 استرليني ) أي حوالي نصف سعر سيارة جديدة آنذاك.
ولفتت بهذا الخصوص صحيفة الدايلي ميل البريطانية إلى أن رحلة على متن طائرة طراز فورد تري-موتور على سبيل المثال في ذلك الوقت كانت تصدر عن محركاتها قوة صوتها قدرها 120 ديسيبل عند الاقلاع، أي أقل بمقدار 40 ديسيبل فقط من المستوى الذي ينتج عنه صمم دائم، ونتيجة لمستوى الصخب، كان يضطر المضيفون الى التحدث للركاب عبر مكبرات صوت.
وكتب المتحف الوطني للطيران والفضاء على موقعه الإلكتروني: " كانت الضوضاء مشكلة مزعجة في بداية ظهور الطائرات. وكانت تضطر أطقم الضيافة الى التواصل مع الركاب عبر مكبرات صوت صغيرة". وكانت تستغرق الرحلات من المملكة المتحدة لاستراليا حوالي 11 يوما، نتيجة كثرة المحطات التي كانت تتوقف بها الطائرات من أجل اعادة التزود بالوقود.