
حققت دبي خلال الفترة المنصرمة إنجازات نوعية على صعيد تطوير منظومتها الصحية، عبر استقطاب أكثر الأنماط العلاجية كفاءةً في العالم، الأمر الذي ساعد على الارتقاء بقطاع السياحة العلاجية وتحقيق عائدات وصلت إلى مليار درهم إماراتي خلال النصف الأول من العام الحالي بنسبة نمو 12% على أساس سنوي، متجاوزةً بذلك المعدلات العالمية البالغة 9.5%.
أهم العوامل التي قادت إلى تكريس هذا النجاح النوعي
ويتصدر استقدام الكوادر الطبية المؤهلة وتعزيز القدرات المحلية للقطاع أهم العوامل التي قادت إلى تكريس هذا النجاح النوعي، إذ نجحت بعض المؤسسات الطبية مؤخراً في تسجيل إنجازات لافتة في شتى ميادين التخصص الطبي، كانت بمثابة إعلانٍ بولادة وجهة صحية إقليمية وعالمية جديدة.
وفي هذا الصدد، نجح البروفسور جيفري ويس، أحد كبار جراحي الشبكية في العالم واستشاري جراحات الشبكية في مستشفى الزهراء في دبي، في إدخال تقنية المعالجة الجزئية لنخاع العظم وتوظيفها لعلاج أمراض العصب البصري والشبكية، وإعادة الأمل لآلاف المرضى المصابين بالعمى حول العالم والعمل على محاولة إعادة وظيفة الإبصار لديهم عبر هذه التكنولوجيا الدقيقة.
وفي معرض حديثه عن المضاعفات الصحية التي تعالجها هذه التقنية، يقول ويس: "نجحنا منذ بداية العام الحالي في علاج أكثر من 250 مريضا، عانى بعضهم عمىً تاماً، والآن حصلوا على رخصة لقيادة المركبات. فقد استطعنا أن نعيد الأمل بنسبة جيدة الى المرضى المصابين بالعمى والميؤوس من علاجهم، وإحراز نسب نجاح قياسية".
أكثر الجراحات أماناً
يُذكر أن جراحات الشبكية والعصب البصري التي تعتمد على هذه التقنية تستغرق ساعة واحدة فقط، وبنسبة مضاعفات لا تتعدى الـ 1%، ما يجعلها من أكثر الجراحات أماناً. وتستطيع علاج طيف واسع من الأمراض التي تعانيها العين والنظام العصبي البصري في جسم الإنسان. ومن بين هذه الأمراض: ضمور شبكية العين، الاعتلال العصبي البصري، تهتكات العصب البصري بعد الإصابات الدماغية كسرطان الدماغ، التنكس البقعي وغيرها الكثير.
ويرى المهتمون في الشأن الصحي أن الارتقاء في تقديم الخدمات الصحية إلى هذا المستوى، من شأنه اجتذاب المزيد من المرضى من المنطقة ودول أخرى، اذ استقبل القطاع الصحي في إمارة دبي 260 ألف مريض من خارج الدولة بزيادة قدرها 12% عن العام الماضي.
ويتابع البروفسور ويس، الذي يتابع حالاته من مستشفى الزهراء في دبي: "شهدنا زيارات عديدة لمرضى من خارج الدولة، الأمر الذي يعكس التعطش الى وجود وجهة إقليمية تحقق معايير التميز في أنماط العلاج. وأنا شخصياً أعتقد أن الإجراءات التي اعتمدتها الإمارة لدعم قطاعها الصحي من شأنها استقطاب أعداد متزايدة من المرضى الدوليين خلال السنوات الخمس المقبلة".