تعد مدينة ماريناليدا التابعة لاقليم أشبيلية في اسبانيا المدينة التي يمكن أن يحلم أي شخص بأن يعيش فيها. وتقع تلك المدينة على ارتفاع قدره 205 مترا وتبعد مسافة 108 كلم شرق عن أشبيلية. وكان أول ظهور للسكان هناك قبل 5 آلاف عام.
المدينة التي لا توجد فيها بطالة
وتشتهر تلك المدينة اليوم بكونها المدنية التي لا توجد فيها أي نسبة بطالة، حيث يعمل كل من يعيش فيها في مهن مختلفة، ولا توجد هناك أي قوات شرطة ولا أية جرائم.
وهو ما دفع بكثيرين إلى وصف المدينة بكونها "مدينة فاضلة ديمقراطية اشتراكية". فهي تختلف في واقع الأمر عن غيرها من المدن في المنطقة. فهي محاطة بمناطق ريفية، تلال خضراء وأميال من مزارع الزيتون وحقول القمح الذهبية.
الهدوء المميز في المدينة
هذا وتتسم المدينة كذلك بهدوئها، جمالها وتميزها من الناحية التاريخية. ولعل أبرز ما يميزها أن فيها نظاما ديمقراطيا مناهضا للرأسمالية، كما يوجد فيها عمدة صاحب شخصية رائعة، يحرص باستمرار على متابعة الحركة في محلات السوبر ماركت.
ولفتت تقارير إلى أن عمدة المدينة يقوم بنفسه بتحميل عربات من الزيت، الأرز والبقوليات من داخل محلات السوبر ماركت لنقلها إلى بنك طعام محلي لمساعدة الفقراء.
التأكيد على عدم السرقة
وعقب الانتهاء من مثل هذا الاجراء، خرج العمدة، غورديلو، ليؤكد في سياق تصريحات أن ما تم ليس سرقة، وإنما صورة من صور التمرد السلمي على سوء الأوضاع.
وتابع حديثه بالقول: "هناك الكثير من الأسر التي لا يمكنها تحمل شراء مستلزمات الطعام. وهو ما يعتبر خزياً تاماً في القرن الـ 21. فالطعام حق من حقوقهم الرئيسية".
ورغم أن نسبة البطالة في الأندلس قدرها 37 %، إلا أن الوضع مختلف في ماريناليدا، حيث يعمل جميع السكان هناك، وعددهم 2700 نسمة، ويحصل الناس هناك على أجور متساوية تقدر بـ 1200 يورو في الشهر، وهو أجر جيد بشكل كبير.