تقف المجموعة الجديدة لموزاييك آرت غاليري شاهداً على تحرر الفن من قيود عدة بأسلوب مبتكر لا سابق له من ناحية الشكل والمظهر من خلال التقاء الفولاذ بالطباعة في مجموعة (ع حديد) التي تعدّ ثمرة امتزاج الحرفية العالية مع رؤية فنية متميزة.
عبر التاريخ البشري، لم تحمل الكثير من الاكتشافات ذاك التأثير العميق على الحضارات كالتأثير الذي نتج عن اكتشاف الفولاذ واختراع الطباعة. على رغم الاختلاف الكبير من ناحية الاستخدام والتطبيق لكلا العنصرين، فكان حضور الفولاذ دوماً رمزاً للقوة والسلطة، بينما أتت الطباعة مبشرة بعصور التنوير وأدت الى تقريب المسافات الفاصلة بين الأفكار والثقافات والدول. وأذا كان كلّ من الفولاذ والطباعة قد لعبا دوراً جوهرياً في تغيير نمط حياتنا، فأن جمعهما معاً كان بالنسبة للعقول الإبداعية بمثابة ولادة وسيط جديد مفعم بقوة التعبير.
يأتي هذا المعرض استمراراً للخط الذي اعتمدته موزاييك آرت غاليري عبر تقديم الفنون الطباعية الأصيلة ، سواءً فنون الحفر أو الطباعة الحريرية أو الرقمية.
يوضح الفنان المشارك ماهر أبو الحسن، بقوله "أرى بأنّ على العمل الفني أن يأتي من امتزاج الروح بالمادة، لتأتي بعدها ألوان ولمسات الخيال وتضفي عليه الحياة وتثريه. فكل قطعة فنية ضمن مجموعتنا، وكل تفصيل فيها مهما بلغت دقته، يعكس اهتماماً وعناية فائقة لعكس حالة الاحتفال بفن الطباعة! هذا هو أسلوبنا وهذا هو نهجنا الذي اخترناه، ويسعدنا على الدوام انضمام المزيد من الفنانين إلينا لمواصلة درب الاكتشافات اللامتناهي."
يضيف الفنان المشارك كُمي أبو الحسن إلى روح المعرض بقوله، "المادة جزء أساسي من العمل الفني، فهي التي تكمّل وتغذي أيّ موضوع يجوب فكر وخيال الفنان. من هنا جاءت فكرة استخدام الفولاذ، ففي حين يمكن اعتبار القماش والورق مواداً وديعة ومسالمة ضمن زحمة القسوة والعنف في هذه الأيام، يدخل الفولاذ بشخصية قوية وجريئة، والتعامل مع مادة لها هذه الخصائص منحنا فرصة رائعة لمواجهة تلك القسوة بقوة الألوان والأشكال التي تنساب على السطح الصلب البارد لتلتحم معه في حوار فريد وتجربة استثنائية".
تترافق هذه الفعالية مع احتفال موزاييك آرت غاليري بذكرى مرور العام الأول على افتتاحها.