يعدّ النساج المحترف، إيدي سولكا، من بيرو، والذي يمتلك خيالاُ فنياً جامحاً؛ واحداً من أفضل المعبرين عن فنون النسيج البيروفية المعاصرة؛ اذ اشتهرت أعماله الفنية في أوساط المجتمعات الامريكية الجنوبية من خلال عرضها في معرض "أرتيسيما جاليري".
وُلد وترعرع في مدينة الأنديز النائية اياكوتشو، بيرو، وبدأ مشواره المهني في النسيج منذ أن كان في الثامنة من عمره مع التزام وإصرار على مواصلة تقاليد عائلته وثقافته. تعلم جده أمبروسيو سولكا تقنيات النسيج وأسراره من النساجين القدامى والتي أورثها بعد ذلك لأبنائه وحفيده إيدي.
وبالرغم من ذلك، فإن إيدي هو مبتكر تلك المؤثرات غير العادية بألوانها الفريدة اذ يوظف الزخارف والنقوش المستمدة من الثقافات القديمة مثل حضارة الأنكا والآري ويجمع جوهرها مع التصاميم الأخرى التي تأتي مباشرة من أحلامه.
وتستخدم المكونات الطبيعية لخلق التراكيب والصيغ السرية التي تنتج الألوان الطبيعية الخلابة والجميلة التي تستخدم في منسوجات إيدي. وفي كل عام خلال موسم الأمطار، يسير إيدي وزوجته لأميال عديدة في جبال الأنديز الوعرة المحيطة بمدينة اياكوتشو لجمع تلك المكونات، والتي، يتم دمجها جنباً إلى جنب مع التركيبات والصيغ السرية التي لا يعرفها سوى إيدي وزوجته، لإنتاج الأصباغ الطبيعية بتأثيرات ألوان دقيقة والتي لا يمكن الحصول عليها من الأصباغ الكيميائية الصناعية. وبالتالي، لاقت أعمال إيدي المتناهية الدقة والصعوبة استحسان العديدين وإعجابهم في كل أنحاء العالم.