
بعد أكثر من 11 ساعة في غرفة العمليات وبمساعدة 4 فرق من الأطباء، استطاع الطفل زيون هارفي البالغ 8 أعوام، أن يدخل التاريخ كأول طفل يخضع لعملية زرع يدين بنجاح.
وبعد عامين من العملية، بات بمقدور زيون اللعب بيديه الجديدتين بعد العملية الثورية التي يقر الخبراء بنجاحها، ويؤكدون إمكانية الاستفادة منها مع أطفال آخرين.
فبعد إصابة زيون بتعفن الدم وهو في الثانية من عمره، اضطر الأطباء لاستئصال قدمي زيون ويديه، وعانى لمدة 6 أعوام على صعيد الحركة والقيام بأي نشاط، واستخدم مزيجا من الأطراف الصناعية والأجهزة لتساعده على الحركة، وتناول الطعام وارتداء ملابسه، ولكن بعد 18 شهرا فقط من الجراحة استطاع زيون أن يتخطى كل التوقعات وأن يتحرك بمفرده ويكتب ويأكل بنفسه. وبرغم أن جراحات زرع الأعضاء تنطوي على الكثير من المخاطر التي يأتي في مقدمتها رفض الجسم للعضو الجديد، بالإضافة إلى مضاعفات الأدوية التالية للعملية، إلا أن زيون بات يتمتع بعد مرور عامين على إجراء العملية بصحة جيدة ولم يعان من أي أعراض.
ولفتت تقارير بهذا الصدد إلى أن مجال زراعة الأعضاء هو مجال متطور باستمرار في كثير من دول العالم التي أجرت جراحات زرع الأعضاء لعدد محدود من المرضى المختارين بعناية. فقد خضع 100 شخص حول العالم لعمليات زرع أعضاء منذ أول عملية أجريت لزرع يد عام 1998 تلتها علمية زرع يدين عام 2000 لفتاة في ماليزيا ولدت بدون يدين وخضعت للعملية مع أختها التوأم التي ولدت ميتة.
وأعرب زيون بعد عام من إجرائه للعملية عن سعادته البالغة بالعملية التي ردت إليه يديه وساعدته على إكمال حياته. يذكر أن زيون خضع خلال العامين الماضيين للكثير من التأهيل النفسي والبدني للتأقلم مع يديه الجديدة، كما أنه لا يزال يتناول 4 جرعات من أدوية الكبت المناعي، ويأمل الأطباء أن يتم خفض الجرعة مع الوقت.
ولهذا حذر دكتور ماركو لانزيتا، خبير زراعة الأعضاء الإيطالي، من خطورة إجراء عمليات زراعة الأعضاء للأطفال الذين قد لا يتحملون العملية، كما حذر من مضاعفات أدوية كبت المناعة التي تؤخذ بعدها لفترة طويلة. وأضاف أن زيون كان حالة خاصة لاعتياد جسده على تلك الأدوية من البداية، لأنه بدأ بتعاطيها منذ زمن بعد عملية زرع الكلية التي نقلت إليه من أمه، وطالب في النهاية بضرورة الانتباه والحذر.