
تمكن جراحون في مؤسسة مستشفيات جامعة برمنغهام من التوصل إلى جراحة جديدة لعلاج الأذرع المشلولة عن طريق توصيل الأعصاب الميتة بأعصاب أخرى جديدة.
وتلك الجراحة التي لا تزال في طور الاختبار، وفرت العلاج لـ 100 مريض كانت أذرعهم مشلولة بسبب أمراض أو حوادث أو بسبب السرطان أو بسبب التهاب المفاصل.
وأشارت آخر الدراسات البحثية إلى أن حوالي 90 % من إصابات العمود الفقري للمرضى فوق سن الخمسين هي عبارة عن مضاعفات من مرض التهاب المفاصل الذي تبدأ أعراضه بوجع في الظهر وخشونة في المفاصل وآلام في الصدر والتنفس. ويمكن علاج المرض في هذه المرحلة عن طريق العلاج الطبيعي ومضادات الالتهاب. وقد تؤدي المضاعفات إلى أضرار بالعمود الفقري ربما ينتج منها شلل بالذراعين.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة الدايلي ميل عن دومينيك باور، استشاري جراحة اليد والجهاز العصبي، قوله إن العملية تقوم على إعادة توصيل الأعصاب الخاصة بالذراع المصابة بأي أعصاب أخرى قريبة من المنطقة المصابة، ما يؤهل الذراع للحركة مجددا.
وأضاف باور في السياق نفسه أن الجراحة نجحت حتى الآن في إعادة الحركة للأذرع والأرجل المشلولة، ولكن فرصة نجاح العملية تزيد مع الذراع أكثر من القدم. وبالفعل استعاد أكثر من 12 مريضا مصابين بالتهاب فقرات الرقبة حركة أذرعهم بعد العملية التي تستغرق من 45 إلى 60 دقيقة ويمكن تخدير المريض كليا أو جزئيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجراحة تبدأ بعمل شق صغير في الجلد للوصول إلى العصب الجلدي الذي يربط بين العمود الفقري والرقبة ويتحكم في حركة الجزء العلوي من الذراع، ثم يكشف الجراح العصب الزندي الذي يتحكم في الجزء السفلي من الذراع.
ولأن العصب الزندي يتصل بالعمود الفقري في منطقة أسفل اتصال العصب الجلدي، فغالبا يكون غير متأثر بإصابة الرقبة، ويقوم الجراح بتوصيل العصبين ببعضهما متخطيا المنطقة المصابة ومفسحا فترة من 6 إلى 8 ليسمح للعصب الجديد أن ينمو بالعضلة.
أحد المستفيدين من العملية كان راكب دراجة بخارية تعرض لحادث سيارة أدت إلى دخوله للجراحة لمدة 8 ساعات، وقد أصيبت جميع الأعصاب بجسده ما عدا الأعصاب الخاصة بكتفه فقط، لهذا لم يكن يستطيع تحريك أي جزء من ذراعه سوى الكتف، غير أن باور وفريقه استطاعوا تقسيم العصب الموجود إلى 8 أقسام وتوصيلها بالأعصاب المصابة، واستطاع المريض تحريك ذراعه واستعماله للتحكم في الأشياء.