تسجل

علماء يخترعون أول ذراع صناعية يمكن التحكم بها عن طريق التفكير


اخترع علماء بريطانيون ذراعا اصطناعية يمكن للمرضى المبتورة يدهم تحريكها بمجرد أن يفكروا في أي شيء. وتعد تلك الذراع تطورا ملحوظا للذراع الصناعية التي كان يستخدمها المرضى مبتورو اليد والتي كانت تعمل عن طريقة حركة العضلة الخاصة بالذراع المبتورة، ولكن في معظم الحالات يستغني المريض عن ذراعه الصناعية لأن العضلة المتصلة بالذراع تكون مريضة أو مدمرة ما يعيق المريض عن تحريك الذراع بحرية.

لذا، قام العلماء بحل هذه المشكلة عن طريق ربط أعصاب العمود الفقري بجزء من عضلة سليمة بالجسم ثم تركيب الذراع، وبهذا يستطيع المريض تحريك الذراع عدة حركات مثل غلق يده وفتحها ولف معصمه فقط بمجرد التفكير بالحركة كأنه يحرك ذراعا وهمية، و بمجرد التفكير في أي حركة (كضم أصبعين) يتم نقل إشارة التفكير الكهربية للعضلة عن طريق الأعصاب لتلتقطها حساسات كهربية مثبتة على الجلد وتنقلها للذراع الصناعية فتنفذ الحركة المطلوبة. وإلى الآن تستطيع الذراع القيام بمجموعة محدودة من الحركات، لكن يأمل العلماء أن يتمكن الذراع قريبا من ترجمة المزيد من الإشارات إلى حركات أخرى.

تقوم بالأبحاث مجموعة من نخبة العلماء وعلى رأسهم دكتور داريو فارينا، الأستاذ بكلية الطب الملكية في لندن والدكتور بالعديد من الجامعات بأوروبا وكندا وأمريكا. وفي تصريحات له بهذا الخصوص، قال دكتور فاريو متحدثا عن البحث: " عند بتر الذراع، يتم تدمير العضلة ومعظم الأعصاب المتصلة بها ما يصعب أي محاولة لتركيب ذراع صناعية، ولهذا اتجهنا اتجاها جديدا وهو استخدام الجهاز العصبي بدلا من العضلات. وهذا يعني أن تستطيع الذراع ترجمة العديد من إشارات المخ فاتحة أفقا جديدا في مجال الأطراف الصناعية الروبوتية التي تعتبر خيارا أفضل للمرضى مبتوري الأطراف"  . 

وقام العلماء في جامعة فيينا بتجربة تضمنت 6 من المتطوعين الذين يملكون ذراعا مبتورة من عند الكتف أو  من فوق الكوع ، وبعد فترة من العلاج الطبيعي المكثف  أستطاع المتطوعون تحريك أذرعهم الروبوتية المتصلة بأعصابهم بطريقة أفضل مقارنة بتجارب سابقة ستخدم فيها المتطوعون ذراعا صناعية يتم التحكم بها عن طريق العضلات .

وبرغم أن الاختراع ما زال في نطاق البحث والتطوير، يأمل العلماء أن يصبح متاحا في الأسواق خلال 3 سنوات. ومع ذلك، فإن هناك العديد من الأذرع الصناعية الأخرى متوافرة حاليا في الأسواق. وبينما يحاول بعض العلماء تطوير تقنية أخرى للتحكم في الذراع عبر ذرع شريحة إلكترونية في المخ، تظل الذراع الصناعية الروبوتية التي تستخدم النظام العصبي هي الخيار الأفضل نظرا لأنها تتوافق مع تكنولوجيا الأذرع الموجودة حاليا بالأسواق، كما أنها لا تحتاج لأي أسلاك لتركيبها ولا تتطلب أي عملية بالمخ.