لقد هزّ جرّاح الأعصاب الإيطالي Sergio Canavero العالم في العام الماضي عندما أعلن عن أنه سيقيم أول عملية زراعة رأس في العالم قريبًا جدًا.
ولقد تجدّدت وعود الطبيب بعد أن نشر فيديو يظهر فيه عملية جراحية أقامها على كلب عندما أراد بتر عموده الفقري بالكامل وإعادة زرعه. وكشف Canavero أن التقنية التي استخدمها مع الكلب قادرة على جعل القيام بزرع رأس لدى الإنسان أو أي نوع من الزرع في أي منطقة من الجسم، عملية جراحية ممكنة مع حلول السنة المقبلة.
في حين أن مختصين آخرين يشككون في الأمر، قائلين أن ما يطبّق على حيوان ليس بالضرورة أن يطبّق على إنسان، وأنّ الكلب لم يخضع لعملية زرع بكل ما للكلمة من معنى.
ولكن، لم يكن د.Canavero الطبيب الوحيد الذي يحلم بالقيام بعمليات زرع كهذه فإن الجراح الصيني Ren Xiaoping كان يعمل على فريق طبي أيضًا لدراسة عمليات كهذه.
ولقد برزت فكرة زرع مختلف أعضاء الجسم من أطباء أرادوا إنقاذ الناس من الأمراض الخطيرة وإطالة عمرهم في الوقت نفسه. ولكن غالبًا ما كانت تواجههم صعوبات عدّة فعمليات كهذه ليست سهلة ولا مكفولة النجاح.
في عمليات زرع الكبد مثلًا، يبرّد العضو كي يبقى بحالٍ جيّدة لأطول وقت ممكن، ولكن بالنسبة إلى الرأس فالحالة أصعب والرأس هو أكثر الأعضاء تعقيدًا، فهو يتضمن العينين والفم والأذنين وغيرها من الأعضاء، ليس لوحده. وغالبًا ما كان يؤدي قطع الرأس، خلال التجارب، إلى انخفاض مستوى الأوكسيجين والدم فيه ما يجعله يدخل مرحلة الغيبوبة ومن ثمّ الموت.
أخيرًا، لا شكّ أن عملية زراعة الرأس هي عملية بحاجة إلى تجارب عدّة على الحيوانات أولًا بالإضافة إلى حلّ المشاكل التي قد تواجه هذه العمليات قبل اتخاذ قرار تطبيقها على الإنسان.