رغم وضعيتها الصحية الصعبة التي دفعت الأطباء المعالجين لوالدتها الى نصحها بإجراء عملية إجهاض والتخلص منها نظرا الى تضاءل فرصها في العيش والبقاء على قيد الحياة، إلا أن الإرادة الإلهية كان لها قول آخر في قصة الطفلة الحسناء، هارييت سمرهيل، التي أظهرت الفحوصات وهي لا تزال جنينا في رحم أمها أنها تعاني من رتق رئوي، وهو عبارة عن عيب خلقي قاتل في عضلة القلب، يعني أن الجانب الأيمن من القلب لا يعمل بشكل صحيح وهو ما يهدد حياتها بشكل مباشر.
ومنح الأطباء الأبوين، ايما سمرهيل، 38 عاما، وليتون سمرهيل، 35 عاما، ثلاثة خيارات مؤلمة وهي القيام بعملية إجهاض، السماح للفتاة بالموت بصورة طبيعية عقب الولادة أو المجازفة باجراء عملية قلب مفتوح لتلك الطفلة. لكن الأبوين قررا في النهاية أن يعطيا طفلتهما فرصة للبقاء على قيد الحياة، وبالفعل قدر للطفلة أن تعيش وها هي الآن تبلغ من العمر عامين وتمكنت من تعلم المشي والتكلم بشكل كبير.
وقالت الأم ايما سمرهيل: " أكد لنا الخبير الاستشاري بعد إجراء فحص بالأشعة في أسبوع الحمل الـ 20 أن طفلتنا ستولد بنصف قلب عامل. وحين عرض علينا إجراء عملية إجهاض أو السماح للطفلة بالموت بشكل طبيعي عقب الولادة أو إخضاعها جراحة خطرة بعد ولادتها بساعات، أدركت وقتها خطورة حالتها. وشعرت بالرعب خوفا من أن تنهار آمالي وأحلامي الخاصة بطفلتي في لحظة واحدة. وبالفعل قررنا إعطاءها فرصة للبقاء على قيد الحياة رغم عمل نصف عضلة قلبها فقط".
والمرهق أكثر في الأمر أن الأطباء أخبروا والديها بأن حالة قلبها الصحية لا تمكن معالجتها وأن فرص بقاء الأطفال الذين يولدون بتلك الحالة على قيد الحياة تكون محدودة. وينتظر أن تخضع هارييت لثالث جراحة خاصة بالقلب المفتوح حين تبلغ من العمر خمسة أعوام، على أمل أن تسنح لها الفرصة بإكمال التعافي والتمتع بصحة جيدة.