وجدت دراسة حديثة أن السرطان يتطور بما يضمن له البقاء والاستمرار في مواجهة العقاقير العلاجية عبر "سرقة" امدادات الدم الخاصة بأعضاء الجسم الأخرى.
وهو الكشف الجديد الذي أكد الباحثون أنه سيقود إلى علاجات جديدة تعمل على جعل الأورام أقل مقاومة للأدوية والعقاقير، خاصة وأنه من المعروف أن ذلك المرض اللعين يحتاج إلى امدادات دم مستمرة بما يضمن للخلايا الانقسام، النمو والانتشار.
وقال الباحثون إن معظم الأورام السرطانية تقوم بإنماء أوعية دموية جديدة من أجل الاستفادة من امدادات الدم بالجسم والحفاظ على نفسها بأخذ الأكسجين والمواد المغذية.
ولمعالجة تلك المشكلة، لطالما استعان الأطباء بالعقاقير لمنع الأورام من إنماء أوعية دموية جديدة، ومن ثم تجويع الخلايا السرطانية وقتلها. لكنه وجدوا أن الخلايا السرطانية تصبح في الغالب مقاومة للعقاقير، وأنها تبدأ في النمو مرة أخرى بعد مرور عدة أسابيع.
واكتشف الآن باحثون في معهد بحوث السرطان في العاصمة البريطانية لندن أن الأمر يعود لعثور الأورام على إمداد دم بديل. وبدلا من الاضطرار للاعتماد على أوعيتها الدموية الخاصة، يمكن لبعض أنواع السرطان سرقة الأوعية الدموية القريبة من الأنسجة السليمة.
وقال بهذا الخصوص دكتور أندرو رينولدز: " دراستنا هي الأولى التي تظهر أن السرطانات يمكنها أن تتكيف مع العلاجات باستمالتها الأوعية الدموية من الأنسجة القريبة كآلية لمقاومة العقارات. ونأمل أن تقود تلك النتائج التي توصلنا إليها في المستقبل إلى تطوير أنواع عقاقير جديدة تستهدف عملية استمالة ( سرقة ) الأوعية الدموية".