نجح باحث مسن يدعى ليني غارينتي، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، في تطوير حبة دوائية جديدة من شأنها تعزيز مستويات الطاقة في الجسم وتحسين قدرته على اصلاح حمضه النووي وكذلك الحفاظ على صحة الانسان خاصة مع تقدمه في السن.
حبة واقعية
ورغم ان من يسمع عن تلك الحبة للوهلة الأولى ربما يظن أنها مجرد خدعة، وأن الأمر لا يمكن أن يكون له وجود على أرض الواقع، لكن تلك هي الحقيقة التي استطاع أن يبلغها ذلك الباحث الذي قضى سنوات طويلة في مجال البحوث المرتبطة بالشيخوخة والتقدم في السن.
وأوردت تقارير صحافية بهذا الخصوص عن غارينتي قوله :" الامل الأكبر هو أن نتيح للأشخاص شيئا غير متاح في الوقت الراهن، وأن يكون له أثره الايجابي على الصحة".
وبالفعل قام غارينتي مع باحثين آخرين هما اريك ماركوتولي ودان ألمينانا بتأسيس شركة ذات صلة بمجال الأبحاث وتطوير الأدوية اسمها Elysium Health ، ورغم أنهم كانوا على يقين أنه سيكون من الصعب التصدي لمشاكل التقدم في السن، إلا أنهم كانوا عازمين حتى النهاية على تقديم شيء جديد.
دراسة محاولات سابقة
ودرس ماركوتولي قصة شركة أخرى اسمها Sirtris Pharmaceuticals التي كانت تعمل في منتصف العقد الماضي من أجل أخذ مركب ريسفيراترول الطبيعي المضاد للشيخوخة وتحويله إلى شيء يمكن استغلاله وتحويله إلى عقار طبي.
وتم الاستحواذ على شركة Sirtris عام 2008 من جانب شركة GlaxoSmithKline الشهيرة في مجال تصنيع الدواء مقابل مبلغ قدره 720 مليون دولار.
وبنيت النظرية الخاصة بتلك الحبة الدوائية الجديدة على أعمال سبق أن تم تطويرها في مختبر غارينتي على انزيمات يطلق عليها sirtuins، وهي مجموعة انزيمات تنطوي في عملية التمثيل الغذائي الخاصة بالخلايا وعملية انتاج الطاقة الشائعة لمجموعة واسعة من الكائنات الحية.
تحسين الوضع الصحي
وتبين للباحثين أن دعم نشاط تلك الانزيمات، الذي يحدث في بعض الأحيان نتيجة تناول بعض الوجبات المقيدة للسعرات الحرارية، يمكن أن يطيل عمر الخميرة، الديدان، الفئران وغيرها من الحيوانات. وهي الفكرة التي تم العمل عليها بحثيا على مدار العقدين الماضيين بغية الوصول إلى حبة أو قرص دوائي يقوم بالدور المنشود. وهو ما تحقق أخيرا في تلك الحبة التي تهدف الى تحسين الحالة الصحية وليس اطالة العمر.