
يمكن لهواتف وحواسب اليوم أن تقوم بوظائف كثيرة، من إطلاعك على حالة الطقس في زمبابوي في ثوانٍ، إلى شراء قهوتك الصباحية. ولكن اسألها عن ملمس نسيج ما أو رائحة حساء شهيّ وستضيع. الذي سيتغيّر في السنوات الخمس المقبلة كما تقول أم بي إي كمبيوترز هو إدراك الأجهزة للعالم من حولها أكثر، إذ ستصبح قادرة على فهمه.
تتضمّن قائمة 5 في 5 التي أصدرتها الشركة توجهات معلوماتية تطابق الحواس البشرية تماماً، حيث تتنبأ بقدرة الحواسب على الرؤية والسمع والتذوق والشم واللمس. الحواس الخمس هي جزء من مفهوم رئيسي هو المعلوماتية الإدراكية. إذاً لن يرى الحاسب الواعي اللوحة الفنية على أنها بيانات تصف اللون والمواد وضربات الريشة، ولكنه سيرى العمل تاريخياً كلوحة يعي معناها تماماً.
أحد الاختلافات الجوهرية بين الحاسب المطلع والحاسب التقليدي هو فكرة التدريب، إذ لن يقدم النظام الإدراكي إجابة خاطئة أو غير مفيدة أخرى، وإن وصل إلى نتيجة خاطئة، فسيغيّر نهجه ويحاول مجدداً. يمكنك إعداد كل شيء في الحاسب المطلع لكنه هو الذي يراقب وهذا اختلاف كبير لأنه يحسب النتيجة النهائية، فإن كانت إجابته خاطئة، وأخبرته بذلك، فسيعيد تقييم الاحتمالات التي أودت به إلى تلك الإجابة ليحصل في النهاية على الجواب الصحيح.
إن نقل الحواس البشرية للآلة يستحضر صورة الإنسان الآلي والحواسب القادرة على التفكير والتنفيذ المستقل. أما قدرات الحواسب الإدراكية فتختلف كثيراً عن الذكاء الاصطناعي. إنها تقنية مفيدة ليست مخصّصة لتتصرف وحدها، ولكن لتتفاعل مع البشر بطريقة مساعدة. لكن عبر تزويدها ببيانات بشرية الطراز، تحررنا من مهمة البرمجة لننتقل إلى مهمة التدريب، ما يعني أنها لا تحتوي ذكاءً إضافياً بل بيانات إضافية، وثمة فرق شاسع بين الاثنين.
ما رأيك إذاً بهذا النوع من الحواسب؟ شاركنا رأيك...