تفيد بيانات صادرة عن المفوضية السامية لمنظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن أكثر من 65.3 مليون شخص حول العالم تعرضوا للتهجير القسري بدء من 2015، وأن معظمهم قد حصل على فرص تعليمية ضئيلة وربما لم يحصلوا على أي فرص تعليمية على الإطلاق.
ولهذا يمكن القول إن مجتمعات اللاجئين تعاني في الواقع من تهميش على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي في البيئة المحيطة بهم بالنظر لمحدودية خيارات اندماجهم في المجتمعات التي تستضيفهم.
وفي ضوء ذلك، فإنه وحين التقى شاب يدعى عدي الهاشمي لأول مرة مع شابين آخريين يدعيان فينسنت زيمر وماركوس كريسلر في مدينة إسطنبول التركية عام 2014، كان فينسنت وماركوس يعملان على تطوير نظام تعليمي إلكتروني مفتوح يسهل على الطلاب إمكانية دراسة أي موضوع بدون التقيد بنظام منح الدرجات التقليدي المزعج أو المناهج المطولة. وفي ذلك الوقت، لم يدرك الشريكان أن مشروعهما الجديد سيغير وضع التعليم للاجئي العالم.
وبالفعل، أسفرت جهودهما عن نتائج ايجابية وأثمرت في الأخير عن منصة "كايرون" للتعليم العالي المفتوح، وهي منظمة غير ربحية في برلين، جرى تطويرها بحيث تصير مع مرور الوقت نظاماً مبتكراً يمكن من خلاله توفير فرص التعليم العالي للأشخاص المهجرين.
ومن الجدير ذكره أن عدي من خريجي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ويقوم في الوقت الحالي باستكمال دراسته في جامعة اسطنبول التقنية، ويقوم هو ومن معه بعقد شراكات مع كليات ومؤسسات بارزة وكذلك جامعات مختلفة في أوروبا مثل جامعة "آخن" (المعهد التقني العالي)، جامعة هايلبرون، "جامعة برلين الدولية للعلوم التطبيقية" وجامعة "ماكروميديا"، وذلك بغية توفير ما يزيد عن 400 دورة تعليمية عبر الإنترنت. كما يوفرون للطلاب الذين لا يتوافر لديهم انترنت مراكز دراسية متنوعة ومختلفة.
وتوسع نطاق المنصة منذ اطلاقها في اكتوبر 2014 حتى الآن، حيث افتتحت لها فروع في كل من برلين وباريس، كما استعانت بفريق عمل مميز في ميونخ وعمّان وخلال الآونة الأخيرة في اسطنبول. ويسعى فريق عمل المنصة الآن للحفاظ على المكانة التي نجحوا في الوصول إليها.