استخدمت كثير من أفلام السينما طائرات مروحية صغيرة بدون طيار تحمل كاميرات لالتقاط بعض مشاهد الفيلم، لكن كان يصعب التحكم بتلك الكاميرات وكانت تحتاج إلى شخص للتحكم في الطائرة وآخر للتحكم في الكاميرا نفسها ليحافظ على وضوح الصورة.
لذا ابتكر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا طائرة صغيرة بدون كطيار يمكن التحكم بها بكل سهولة لالتقاط صور مثالية كما أنه في حالة إدخال جميع بيانات البيئة المحيطة بها بصورة صحيحة، يستحيل أن تصطدم بأي من الأشياء الثابتة أو المتحركة المحيطة بها.
من جانبه،أشار دكتور دانيال روس، أستاذ الهندسة الكهربية وعلوم الحاسب بمعهد ماساتشوستس وأحد المشاركين في البحث الخاص بالطائرة، إلى أنها تتميز في واقع الأمر عن غيرها من الطائرات بقدرتها على تعقب وجه الشخص الذي تصوره حتى في حاله استدارته لتظل الصورة ثابتة على وجهه، كما تتميز الكاميرا بأنه من الممكن برمجتها بحيث تتعرف على جميع مكونات البيئة المحيطة لتتفادى الاصطدام بها.
وبفضل نظام التصوير الجديد الخاص بالكاميرا الطائرة، سيتمكن المصورون من تحديد حجم الغرض المصور على الشاشة ومكان ظهوره على الشاشة وزاوية التصوير، كما يمكن تحديد أكثر من غرض للتصوير المتزامن في نفس الوقت، وهو أمر صعب للغاية باستخدام طرق التصوير التقليدية. بالإضافة إلى هذا، يمكن برمجة الكاميرا بحيث تكون أولوية ظهور بعض الأشياء على الشاشة أعلى من غيرها، فمثلا يكون ظهور وجه الممثلين على الشاشة أولى من ظهور مسافات كافية. وطبقا لدكتور خافيير الونسو مورا، المشارك في البحث، فإن الكاميرا تتمكن من ذلك بفضل قدرتها على متابعة حركة جميع الأشياء التي تصورها، كما يمكنها توقع مكان وجودهم في اللحظة التالية لكي تستطيع تتبع حركتهم والرجوع مع تفادي الاصطدام بأي شيء وتقوم الكاميرا بتجديد توقعاتها 50 مرة في الثانية، وبرغم أن تلك التوقعات لا تؤثر على مسارها، لكنها تسمح لها بتعديل مسارها بسرعة لتفادي أي شيء.
قام الباحثون بتجربة نموذج الطائرة التي تطير باستخدام أربع مراوح في معمل علوم الحاسب والذكاء الصناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومن المقرر أن تعرض لأول مرة في آخر الشهر الحالي بمعرض الذكاء الصناعي والتحكم الآلي.