تسجل

رودولف جبر: كيف ترفع ميزانيات الإعلان الخلوي في الشرق الأوسط؟

كل سنة، تتزايد مبيعات الهواتف الذكية أكثر فأكثر بنسب كبيرة في العالم والشرق الأوسط، حيث يتوجّه المستهلكون إلى شراء الأجيال الجديدة من الهواتف الذكية. لتزايد الإعلان الخلوي علاقة مباشرة بنموّ هذا السوق المتسارع، حيث يجب على المعلنين مواكبة المنصة الجديدة السريعة ليصلوا إلى المستهلكين بلمح البصر.
تتكهن بيرغ إنسايت بمستجدات سوق الإعلان الخلوي بغية مضاعفة النمو السنوي  بنسبة 43% إلى 8.7 مليارات يورو بحلول عام 2014، لكن السؤال الذي يُطرح هنا هو
كم ستكون حصة الشرق الأوسط من هذه الميزانيات الهائلة؟ هل سيستفيد معلنو المنطقة من السوق المزدهر؟
ما يجذب شركات الاتصالات شديد الوضوح في ظل سوق الإعلان الخلوي في الشرق الأوسط حيث ستتضاعف حصة بوز وشركائه ثلاث مرات لتصل إلى 400 مليون دولار بحلول 2014. يرى البعض أن الإعلان الخلوي يرتبط بالإعلان الالكتروني، رغم أن انتشار الأول أعظم بكثير حالياً، يتوجه الإعلان الخلوي بمعظمه نحو الهواتف الخلوية، حيث وصل إلى 4.6 مليارات في عام 2009. أما الحواسب الثابتة والمحمولة فوصلت حتى 1.1 مليار عالمياً.
بما أن عدد مستخدمي الهواتف الخلوية يفوق عدد مستخدمي أجهزة التلفاز بنسبة 3 مقابل 1، ويفوق عدد مستخدمي الحواسب الثابتة بنسبة 4 مقابل 1، ومجموع مستخدمي الحواسب المحمولة والثابتة بنسبة 5 مقابل 1، تدافع معلنو عدة أسواق إلى هذه الوسيلة. في إسبانيا يستقبل 75% من مالكي الهواتف الخلوية الإعلانات، وفي فرنسا تبلغ نسبة هؤلاء 62% وفي اليابان 54%.
من الملاحظ أن نضج انخراط المستخدمين يواكب نضج الإعلان الخلوي في الأسواق المتقدمة. حيث يضغط 44% من مالكي الهواتف في اليابان على الإعلانات التي يستقبلونها.
يمكن قياس فعالية حملة الإعلان الخلوي بعدة طرق. المقياس الرئيسي هو معدَّل الانطباعات (المشاهدات) والضغطات. ويباع الإعلان حسب المشاهدة (كلفة كل مشاهدة) أو الضغطة (كلفة كل ضغطة). من ضمن المعايير الأخرى معدَّل التحويل، مثل معدّل الضغطة للاتصال وغيره من درجات المعايير التفاعلية.
يمكن إطلاق الإعلان الخلوي على صفحة انترنت خلوية أو ضمن تطبيق خلوي، يشار إليه عادة باسم (داخل التطبيق) أو (in-App).
أحد النماذج الشائعة في الإعلانات الخلوية هو كلفة كل تحميل حيث يعتمد التسعير على تحميل المستخدم للتطبيق على هاتفه الخلوي. يمكن لشبكات كلفة كل تحميل خلوي أن تكون محفزة أو غير محفزة. في النموذج المحفز يُمنَح المستخدم نقاطاً افتراضية أو مكافآت تحثُّه على تحميل اللعبة أو التطبيق.
في الشرق الأوسط ثمة القليل من المعلومات الإحصائية، لكن مصدر البيانات التالية هو محركات البحث:
بازدياد اعتماد المعلنين أكثر وأكثر على وسائل الإعلام الرقمية، تواجه الوكالات التقليدية تحديات في إضافة القيمة وحماية علاقاتها عبر تزويد عملائها بقنوات إعلامية بديلة. ثمة مساحات ساشعة غير مستغلَّة في الشرق الأوسط في ما يخص الإعلانات الخلوية حيث يفوق عدد مستخدمي الهواتف الخلوية عدد مستخدمي الانترنت.
يسعى مشغّلو الاتصالات في الشرق الأوسط إلى كسب أرباح جديدة، باحثين عن الإعلان الخلوي المعتمد على الموقع كوسيلة لاحتلال مراتب في ازدهار المنطقة باستخدام الهواتف الذكية. تزامناً مع هيمنة التطبيقات التي تنبِّه المستخدمين إلى التنزيلات والعروض التي تقدّمها متاجرهم ومطاعمهم المفضّلة.
برغم عدم ثقة مستهلك الشرق الأوسط بالإعلانات الخلوية وعدم اعتياده بعد ثقافة الضغط أو المشاهدة، لكن زيادة هذه الثقة وتأسيس علاقة متينة مع المستهلك بنمط تصعيدي تسمح في النهاية للمعلنين بدخول عالم الإعلان الخلوي بميزانيات متزايدة لمواكبة نموّ الهواتف الذكية في الشرق الأوسط.