من المنصف القول إن عالم النشر قد قفز قفزة نوعية في السنوات القليلة الماضية بتقديم النشر الإلكتروني. بدءاً من اختراع أول مطبعة في القرن الخامس عشر، وبمرور الزمن، تسليط الضوء على ثورات لا تحصى في النشر وتقديم الصحف، وصولاً إلى عصر الرقميات الراهن المتمحور حول المحتوى الرقمي ونشره عالمياً بطرفة عين.
لقد أثّر العالم الإلكتروني على النشر بما يشابه تأثير المطبعة الهائل منذ عدة قرون، النشر، الإعلان، والعلاقات العامة والتسويق... التي تزداد جميعها تعقيداً هذه الأيام.
وبفضل عالم الرقميات العددي، تخطّى النشر العوائق التقليدية وأزال الحواجز سامحاً للجميع بالحصول على المعلومات من أيّ مكان، محوّلاً أيّ مستخدم إلى ناشر.
إننا نشهد اليوم بزوغ شمس منصّات النشر الذاتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات التوزيع، بإمكان أيّ فرد، أو علامة تجارية أو شركة، أن تكون ناشرة بأقل قدر من القيود؛ وبزوال هذه الحدود والقيود تبرز قضايا حماية حقوق الملكية الفكرية.
أثناء البحث عن الأفضلية في النشر الرقمي، ونطاق نموّه، تبيّن أن التطوّر النقال والاقتصاد الالكتروني وتحليل البيانات التجارية ستغدو مطالب ملحة في مجال النشر إضافة إلى تطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
ومع ذلك، من الجلي أن توقعات وأداء القرّاء والمستهلكين في تغيّر يبني نزعات وتوجّهات متجدّدة. في محاولة للحفاظ على السرعة، على المنشورات إعادة تنظيم نفسها وفق قاعدة دورية؛ لكن الخطوة الأولى هي معرفة ما يريده القرّاء، وكيف يمكن للتغييرات التي يجب أن تلبّي ما يبحثون عنه على مواقع التواصل الاجتماعي أن تؤثر على سلوكهم في العالم الرقمي. بأخذ ذلك بالحسبان، يمكن للمنشورات أن تخلق أساليب متجدّدة للتفاعل مع الأنباء وتوليد دفق إضافي من الإيرادات.
لذلك، يجب أن تحدث التغييرات ضمن مستويات متعددة في عالم النشر الإلكتروني، يبحث القرّاء عن محتوى شخصي أكثر يتوافق مع بحثهم المتواصل؛ يجب أن يحظوا بإمكانية الحصول على مكتبة ناجحة من المقالات التي قرأوها في السنوات الماضية مع إمكان تعقّب مسار تطوّر أولوياتهم وتوجهاتهم.
إضافة إلى المحتوى الشخصي، يريد المستخدمون اختيار قراءة المقالة، أو الاستماع إليها أو مشاهدة شريط مصوّر عنها، ليتحوّل هذا التنوّع إلى منعطف مفصلي في الأيام والسنوات المقبلة.
من ناحية أخرى، على الناشرين أن يلبّوا احتياجات المستخدمين عبر خلق بحث شخصي ومحدّد وفق نظام يسمح للناشرين بلصق محتوى يهمّ كل فرد، محتوى بصري أكثر تزيد فيه مشاهدات الأشرطة المصوّرة.
لكن، للنجاح في مهامهم الجديدة، على الناشرين أن يوجّهوا تركيزهم إلى التقنيب في البيانات، خطوة ستغدو مفتاح الاكتشافات المستقبلية جمعاء.
أما بالنسبة للمعلنين، على العلامات التجارية أن تصل إلى مستخدمين محدّدين وتوصل إلى كل فرد الرسالة الصحيحة التي تعالج احتياجاته واهتماماته.
سيتناقص استثمار الإعلانات، لتحل محله تطبيقات تفاعلية على المواقع الإلكترونية تضمن التحوّلات المطلوبة.
ستعرف كل علامة تجارية نوع القارئ الذي يزور موقعها الإلكتروني ويمكنها أن تتفاعل مع المستخدم بالطريقة الصحيحة لجذبه ولفت انتباهه.