مما لا شك فيه أن جيف بيزوس، مؤسس ورئيس شركة أمازون، يعد واحدا من أقوى الشخصيات في عالم التكنولوجيا بامتلاكه صافي ثروة تقدر بحوالي 82 مليار دولار.
وتكفي معرفة أن متجره المتخصص في كل شيء يبيع اليوم منتجات بأكثر من 136 مليار دولار في السنة. ومع هذا، فإن كثيرين لا يعلمون المشوار الطويل الذي كان لزاما على جيف أن يقطعه لكي يصل إلى ما وصل إليه اليوم من نجاحات كبيرة بالفعل.
بداية حياة جيف كانت صعبة بعض الشيء، خاصة أنه ظل لا يعلم من هو والده الحقيقي حتى سن العاشرة، ولم يكن مهتما بمعرفة الحقيقة وقتها، بل كانت تشغله أمور أخرى كاقتناء نظارة على سبيل المثال. ومنذ سنوات حياته الأولى، كان من الواضح أن جيف يمتلك قدرا كبيرا من الذكاء والنباهة، وفي الفترة ما بين الـ 4 إلى الـ 16 من عمره، كان يقضي جيف أشهر فصل الصيف في مزرعة أجداده في ولاية تكساس، وكان يقوم هناك ببعض النشاطات مثل إصلاح طواحين الهواء وخصي الثيران.
وتعلم جيف الكثير من جده، بريستون غايس، في ما يتعلق بالجوانب الفكرية. ومن شدة تأثره بأجزاء فيلم "ستار تريك"، فكّر جيف في بداية اطلاقه موقع أمازون أن يسميه MakeItSo.com في إشارة إلى دور الكابتن جان لوك بيكارد في فيلم ستار تريك.
وسبق له أثناء دراسته أن أخبر مدرسيه بأن مستقبل البشرية ليس على كوكب الأرض، وقد صرح بذلك حين كان يتطلع لأن يصبح رائد أعمال في مجال الفضاء، وهو ما نجح فيه بشكل كبير، حيث يمتلك شركة لاستكشاف الفضاء هي Blue Origin.
والتحق جيف في النهاية بالجامعة في برينستون وتخصص في مجال علوم الحاسوب. ولدى تخرجه، رفض عروض وظائف من شركات كبرى مثل انتل وبيل لابس، ليلتحق بوظيفة لدى شركة ناشئة اسمها Fitel. وبعد تركه تلك الوظيفة، اشترك مع صديق له يدعى هالسي ماينور لاطلاق شركة ناشئة تبث الأخبار عبر الفاكس.
وبعد فترة من الوقت، وتحديدا في العام 1993، تزوج ماكينزي تاتل، التي كانت تعمل وقتها كباحثة مشاركة لدى صندوق التحوط D.E. Shaw الذي كان يعمل به آنذاك، وتعمل الآن هي كروائية. وبعد فترة، قرر جيف مغادرة الصندوق رغم محاولات رئيس الصندوق باقناعه بالبقاء معهم وعدم ترك المكان. لكن جيف كان قد اتخذ قراره بشكل نهائي لبدء شركته الخاصة، ومن ثم ولدت شركة أمازون، وقد بدأ العمل في جاراج مزود بموقد، وكان يعقد معظم اجتماعاته قي حي بارنز آند نوبل.
وبعد أشهر من الاطلاق، قام أمازون ببيع كتب لأشخاص في كل الولايات الأمريكية وفي 45 دولة مختلفة حول العالم، واستمر بعدها في النمو، حتى طرحت أسهمه للاكتتاب العام في الـ 15 من مايو عام 1997. وبعدما بدأ يكون ثروته، بدأ يقدم بعض التبرعات ويستثمر بأجزاء من أمواله، فاشترى صحيفة واشنطت بوست عام 2013 بـ 250 مليون دولار، ودخلت شركته Blue Origin الخاصة بالفضاء التاريخ بعد أن باتت أول شركة تجارية تنجح في اطلاق صاروخ يمكن اعادة استخدامه، فضلا عن ممتلكاته التي من بينها طائرة خاصة، عقارات وأراض متنوعة.