اتخذ مفهوم "الاقتصاد الرقمي" منحى لا يقاوم اليوم، حيث أصبح المقاولون ومحللو الأسواق ومعجبو التقنيات يتحدثون عنه بحماسة وتعصب بالغين، ولا بد من التأكيد أن الاقتصاد الرقمي ليس مجرد مجموعة من الأعمال والتقنيات العالية، وإنما يجسّد نقلة نموذجية حقيقية. إن جزءاً رئيسياً من التغيرات يؤثر مباشرة على بروز الشركات التي تصارع كي لا تغرق في محيط تغيّر البيانات وسط تدفق المعلومات والمعرفة المتواصل.
في العالم الافتراضي ثمة قواعد محددة تسير عليها معركة قلوب وعقول المستهلكين ذوي الخبرة في القرن الواحد والعشرين ومن المهم أن تعرفها جيداً، بمعنى آخر لا يمكن لأحد أن ينكر الحاجة الملحة لأن تكون "مرئياً" على الشبكة، ولكن التحدي يكمن في كيفية الاستفادة من أن تكون "مرئياً".
يواجه مستخدمو الانترنت المتوسطي الخبرة مجموعة مختلفة من البيانات والمنبهات سواء من إعلانات لافتة أو محتويات ترفيهية يتشاركها الأصدقاء في ما بينهم، ما يعني أن التغيّرات المشار إليها أعلاه تدل على أن المستهلكين اليوم هم منتجون محتملون لمنشوراتهم الخاصة عبر شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي أفسحت المجال لإمكانية تحقيق ذلك بسهولة ومرح.
في هذا السياق يكون السؤال بسيطاً وهو: ما السبيل لتحافظ الشركات على علاقاتها الناجحة مع زبائنها؟ إن الجواب أكثر بساطة ولكن ثمة أربع نقاط يجب أن يعرفها كل مقاول حق المعرفة.
اقتنص كل فرصة سانحة
إن تقنيات الشبكة المشتركة لم تعد محدودة بامتلاك موقع الكتروني رسمي فقط ولكن أصبح من الضروري أن تفوِّض رسالتك التجارية عبر كل قناة رقمية متاحة كالمدونات ومواقع التواصل الاجتماعي والإعلانات التي تتنوّع من غوغل و آدووردز حتى أحدث الأدوات مثل الموضوعات الشائعة التي يرعاها موقع تويتر أو محركات البحث.
ليكن فحوى رسالتك هاماً ومتميزاً
إن تقديم الشركات عبر مواقع التواصل الاجتماعي يجب ألا يقول "إنني هنا" فقط لأن معظم خبراء التسويق لاحظوا أن هذه التقنية يمكن أن تكون فعالة وناجحة في الحياة الواقعية. أوليس أولئك الأشخاص الذين يتحدثون عن أنفسهم طوال الوقت مملين بعض الشيء؟ حسن، في الحياة الافتراضية يهتم المستهلك للشركات التي تمتلك رسالة مثيرة أكثر من تلك التي لا تكف عن الترويج لنفسها عبر تويتر.
التماسك والتأقلم
يمكن أن تكون في كل مكان وفي الوقت ذاته لا وجود لك على الإطلاق. من ناحية الفعالية والتواصل ثمة أخطاء شائعة تتمثل في إنتاج المحتوى نفسه وتكراره على كافة المواقع باختلاف أنواعها. في الحقيقة قد تكون هذه هي حال الرسالة ولكن ينبغي أن تحترم صفات وخصوصيات كل أداة، فحتى أشهر مواقع التواصل الاجتماعي مثل فايسبوك وتويتر تنفرد بسماتها الخاصة وتختلف في تعاملها مع المستخدمين.
كيف ينظر الناس إلينا
في هذه الأيام، يستحيل على الشركات غض الطرف عن رأي الناس فيها في ظل الانتشار الذي قدمته مواقع التواصل الاجتماعي. لطالما نشر مئات ملايين المستخدمين آراءهم في منتجات وخدمات استخدموها أو سيستخدمونها. فأشكال التواصل الحديثة التي تسمح بترك التعليقات والإعجاب والنشر تزداد تنوعاً بنحو مفرط، ومن هنا فإن الحضور الافتراضي الناجح يتطلب تفسير تقييم المستهلكين وآرائهم بغية تصحيح وتحسين تقنيات التسويق.
من موجود على الشبكة إلى مرئي
إن المفاهيم الأربعة المشروحة أعلاه ليست مجرد دليل أو مرشد لإدراك حقيقة أن الاقتصاد الرقمي ليس تقنية فحسب، في الواقع يجب على موظفي اليوم أن يفهموا أن التغيير خيالي وأن سرعة انتقال المعلومات والأدوار التي يلعبها المستهلكون متنوّعة ولا يمكن تجاهلها البتة لأننا سنخسر اختلافاً دقيقاً وحيوياً بين أن نكون موجودين على الشبكة أو نكون مرئيين بنجاح من قبل ملايين المستهلكين.