يواجه آدم ماد، المراهق الذي أتم عامه الـ 20، السجن عما قريب بعد اتهامه بالقرصنة الحاسوبية وغسيل الأموال، اذ قام بتصميم وبيع برنامج Titanium Stresser الذي يمكن مستخدميه من تدمير وإيقاف المواقع الإلكترونية عن طريق إغراقها بالبيانات.
وقد قام آدم بتطوير البرنامج في غرفة نومه ومن ثم قام ببيعه لأكثر من 16 مجرما وهو لا يزال في السادسة عشرة من عمره. واستطاع ربح 400 ألف جنية استرليني جراء بيعه للبرنامج لجهات إجرامية خلال الفترة ما بين سبتمبر 2013 ومارس 2015.
خلال المحاكمة التي جرت، اتهم جوناثان بونلي ممثل الادعاء آدم بالقرصنة على أكثر من 600 حساب منهم 181 حسابا قام آدم باختراقها بنفسه، وعرضت في المحاكمة وثائق تثبت أن برنامج Titanium Stresser تم بيعه أكثر من 112298 مرة واستخدم لمهاجمة 1.7 مليون موقع كانت ضحيتها 650 ألف ضحية، منهم 52 ألف في بريطانيا وحدها، وقد سببت تلك الاختراقات بتعطيل الكثير من المواقع والخدمات في المناطق التي تمت بها مثل الهجوم على شبكة الجامعة التي يدرس بها آدم الذي أدى إلى تعطل الخدمة لأكثر من نصف يوم وتعطيل الكثير من الأشغال، ما يعني أن خسائر الهجمات التي تتم بواسطة برنامج آدم جسيمة ولا يمكن حسابها تحديدا.
وركزت عمليات القرصنة على مستخدمي الاكس بوكس وخاصة لعبة Runescape التي استهدفت 25 ألف مرة، أي أن 1.4 من الهجمات كانت مركزة عليها، وأعلنت الشركة المصنعة للعبة أنها أنفقت في الأربع سنوات الماضية 6 مليون استرليني في محاولة لصد هجمات برنامج DDoS وتعويض الخسائر الناتجة بسببه. واتهمت المحكمة آدم باستخدام البرنامج بنفسه 594 مرة، إحداها لمهاجمة شبكة الجامعة، وهو الهجوم الذي أثَّر على أكثر من 70 مدرسة وجامعة محيطة وتعطيل خدماتها.
كما وجه بونلي اتهامه لآدم بتكرار هجماته في العديد من دول العالم وغسيل الأموال و تعطيل موقع paybal بعدة طرق مختلفة، وأضاف بونلي أن آدم برغم صغر سنة كان على دراية كاملة بتبعات أعماله ونتائجها كما استفاد مباشرة بالأموال المدفوعة له.
ودافع المحامي بين كوبر عن آدم الذي اعترف بغسيل الأموال، لكن برر استخدامه للبرنامج بزعمه أنه مجرد أداة اختبار للمواقع الالكترونية لقياس قدرة أصحابها على تحمل الضغط لكنه تطور مع الوقت ليكون أداة للهجوم على المواقع عن طريق تعريضها لضغط شديد.
ودافع كوبر عن آدم بقوله إنه مجرد مراهق انجذب للحياة الإلكترونية ولم يستطع مقاومتها بسبب افتقاده للمهارات الاجتماعية وعدم امتلاكه لأي علاقات خارج حدود أسرته بعد تعرضه للكثير من المضايقات في المدرسة. كما عرض الدفاع تقارير تفيد بإصابة آدم بمتلازمة اسبريجر التي تعيق تواصله الاجتماعي. وفي نهاية المحاكمة أمر القاضي بين كوبر بتقديم معلومات كافية عن الأموال التي حولها آدم على حساب والده، لكنه قال إنه يميل إلى اعتبار دوافع آدم غير إجرامية وأنه كان مجرد مراهق يسعى لتحسين مكانته الاجتماعية، وقد أرجأ القاضي النطق بالحكم لجلسة 25 ابريل.