
إن الانتعاش الذي حدث بعد قمة الأوروبية التي عقدت مؤخراً لم يستمر لأكثر من 48 ساعة قبل أن ندرك أن كل ما حصل إلى الآن مجرد طرح خطة لا نعرف شيئاً إلى الآن عن تنفيذها الذي يتوقع أن يواجه عقبات عديدة. كما أن خفض المعدلات المفاجئ الذي شهدته الصين أخفق أيضاً في إقناع المستثمرين بأن مثل هذه الخطوة من شأنها دفع عجلة اقتصاد أكبر مستهلك للسلع على مستوى العالم. ونتيجة لذلك شهد اليورو مجدداً عمليات بيع بأسعار منخفضة، الأمر الذي ساعد على تحقيق المصرف المركزي الأوروبي الذي خفَّض معدله الرسمي إلى 0.75 بالمائة إضافة إلى تراجع العوائد على سندات العامين الحكومية الألمانية إلى ما دون الصفر.
تمكنت السلع، وخاصة النفط، من الاستفادة من بعض الانتعاش الأولي ولم تعد تنظر إلى الخلف من ذلك الحين في ظل انتقال المخاوف المتعلقة بالعرض، على الأقل للوقت الراهن، إلى التركيز بعيداً عن القلق بشأن النمو العالمي وتباطؤ الطلب. كما واصلت أسواق الحبوب الأمريكية انتعاشها بسبب موجة الحر ونقص الحبوب اللذان ساهما في تعريض المحصول هذا العام للخطر، وخاصة الذرة التي شهدت ارتفاعاً بنسبة 40 بالمائة في ثلاثة أسابيع فقط. فيما سعى الذهب والفضة جاهدين إلى المحافظة على ارتفاع اسعارهما ف يظل التيار المعاكس الذي أحدثه ارتفاع سعر صرف الدولار.
كما شهد مؤشر داو جونز يو بي أس للسلع انتعاشاً بنسبة 10 بالمائة في أسبوعين فقط، ليشكل هذا أفضل أداء له على مدار عدة سنوات. وكما يظهر الرسم البياني أدناه فقد حدث الانتعاش بعد عمليات البيع بأسعار منخفضة التي جرت في يونيو وبصورة رئيسية في قطاعي الزراعة والطاقة حيث ارتفع هذين القطاعين بنسبة 8 بالمائة خلال الأسبوع الماضي.