أن تكون مديراً في إحدى الشركات لا يعني أنك قائد إداري ناجح لموظّفيك، لأن هذا الأخير هو الذي يتعامل مع موظّفيه بالشكل الذي يجعلهم سعداء في العمل وفي الوقت نفسه يحقّق أهداف الشركة.
في هذا المقال سنقدّم أحد الأساليب السلبيّة للإدارة التي يجب على المدراء تجنّبها في إدارتهم لشركاتهم وقيادتهم لموظّفيهم، وهذا الشكل هو الإدارة التفصيلية.
ما هي الإدارة التفصيلية ؟
إنها أحد أساليب الإدارة وتعني اهتمام المدير المفرط بالتفاصيل والسيطرة الكاملة على الموظّفين، حيث يتابعهم في أدق التفاصيل والأمور الجزئية، ولكن هذا الأسلوب يقيّد الموظفين في أدائهم لمهماتهم ويشعرهم بالارتباك وعدم الراحة في تنفيذ المهمات المطلوبة منهم نتيجة المتابعة الحثيثة والجزئية للمدير لهم.
كذلك فإن الإدارة التفصيليّة تعني أن المدير هو صاحب القرار في جميع مسائل الشركة مهما كانت هذه القرارات بسيطة، فأي خطوة أو إجراء بسيط يتّخذه الموظفون في الشركة يحتاج موافقة المدير الذي لا يفوّض أي صلاحيات لغيره.
من أكثر المظاهر السلبية لهذا النوع من الإدارة تركيز المدير على الأمور الدقيقة والتفصيلية في الشركة وإهمال بعض المواضيع الجوهرية، أي تصحيح الأخطاء الهامشيّة بدلاً من تصحيح الأخطاء الجوهرية والأساسية الموجودة في الشركة.
يعتقد بعض المدراء أن تطبيق هذا الأسلوب في الإدارة يصبّ في مصلحة الشركة لأنه يزيد من رقابة المدير على أداء الموظّفين للمهمات الموكلة إليهم، ولكن على العكس فهذا الأسلوب سيئ في الإدارة لأنه يخفّض من إنتاجيّة الموظّفين نتيجة التدخل الكبير في طريقة أدائهم للمهمات وهذا ما يكلّفهم المزيد من الوقت من أجل الإجراءات الإضافية كما أنه لا يشعرهم بأهمّيتهم ويجعلهم يشعرون وكأنهم حجر شطرنج بيد المدير من دون وجود أي صلاحيات لهم.
كل هذه المظاهر السلبية للإدارة التفصيلية تجعل الموظفين غير راضين عن عملهم وتجعلهم يفكّرون في الانتقال إلى شركات أخرى...
إليك بعض النصائح التي تجنبك الإدارة التفصيلية:
- ركّز على النتائج لا على كيفيّة تحقيقها: ما تحتاج إليه الشركة هو تحقيق أهدافها ويتم ذلك عن طريق عمل موظّفيها بغض النظر عن كيفيّة أداء المهمات، مثلاً مدير الشركة بحاجة إلى الحصول على المواد الأولية بأسعار منخفضة وبجودة مناسبة وليس بحاجة لإرهاق مسؤول المشتريات بالتفاصيل الدقيقة عن أماكن الشراء وكيفية الشراء وقوائم أسعار السوق للمواد الأولية.
- هذه المهمات ليست مهماتك: على المدير أن يدرك أن المهمات التي يقوم بها موظّفوه هي مهماتهم أمّا هو فلديه مهمات أعلى منها ويجب أن يخطّط للشركة.
- فوّض جزءاً من مهماتك إلى موظفيك: على المدير أن يفوّض بعض المهمات إلى الموظفين لأن ذلك سيخفّف من المركزية في الشركة ويجعل العمل أكثر مرونة فيها، مثلاً من الممكن أن يفوّض مدير الشركة مهمّة الموافقة على إجازات الموظّفين إلى مسؤول الموارد البشريّة بدلاً من حصر هذه الموافقة في شخصه.
- اجعل العمل في الشركة أكثر مرونة: عليك الابتعاد عن الإجراءات المعقّدة والمملّة للموظفين هذا سيجعلك مديراً رائعاً في نظر موظّفيك.
- اسأل الموظفين عن مستوى الدعم الذي يحتاجونه منك: كل موظّف يحتاج مستوى معيّناً من الدعم من قبل مديره، فبعض الموظفين يرغبون في تنفيذ المهمات مباشرة من دون ذكر التفاصيل بينما آخرون يحتاجون إلى الدعم المستمرّ من قبل مديرهم في معظم التفاصيل، لذلك لا تعمّم طريقة الإشراف على موظّفيك لأن ذلك سيجعلك تقع في فخّ الإدارة التفصيليّة.
- اطلب من موظفيك تزويدك بالتغذية العكسية عن إدارتك بشكل مستمرّ: أحياناً يقع المدير في فخ الإدارة التفصيلية من دون أن يشعر في ذلك، لذلك من الضروري أن يسأل موظفيه بشكل مستمرّ عن رأيهم في إدارته ويستفسر ما إذا كان لديهم مشاكل أو شكاوى أو عوائق تعيق عملهم.
يمكنك قراءة المزيد
حلّل وضع شركتك في السوق بأربعة مصطلحات فقط !
رودولف جبر: لا تتجاهل حاجتك لمرشد خصوصاً في شركتك الناشئة
الأشخاص المبدعون حاجة أساسيّة لشركتك: بسلبيّاتهم وحسناتهم
هل يمكن العمل من المنزل أن يضرّ بشركتك؟
كيف تخلق ثقافة لشركتك تغري الناس بالانضمام إليها؟