للجسد لغة تصل بشكل أسرع وأوضح من لغة اللسان، حيث تشير إحدى الدراسات التي أجراها الباحث Albert Mehrabian إلى أن الإنسان عندما يتواصل مع شخص آخر يتأثّر بالكلام الذي يقوله بنسبة 7%، وبالطريقة التي يتكلّم بها بنسبة 38%، وبلغة الجسد بنسبة 55%. وهذا ما يفسّر عجز الكلمات أحياناً عن إيصال الرسالة التي نريدها للشخص الذي نتواصل معه في حين تكون لغة الجسد أكثر قدرة على إيصالها.
عندما نقابل شخصاً ما، فإن لغة الجسد تؤثّر علينا بطريقة واعية إذا كانت لدينا مهارات في قراءة تعابير ودلالات الجسد وبطريقة غير واعية إذا لم نملك هذه المهارات، وفي كلتا الحالتين يتكوّن لدينا انطباع عن هذا الشخص في ذهننا.
إن الأهمّية الكبيرة للغة الجسد والاتصالات الشفهية توجب على الشركات أن توليها أهمّية كبيرة من خلال تدريب موظّفيها عليها بالطريقة الصحيحة وخصوصاً أولئك الذين هم على احتكاك مع الزبائن، مثل موظفي المبيعات وموظفي خدمة الزبائن، علماً بأن دلالات لغة الجسد تختلف من ثقافة إلى أخرى، لذلك على الشركات أن تدرّب موظفيها على دلالات هذه اللغة في البلدان التي فيها فروع الشركة.
لغة الجسد بالغة الأهمّية في مجالات الأعمال التالية:
المقابلة الوظيفيّة: قد تحصل على وظيفة نتيجة لغة جسدك الناجحة التي تعكس ثقتك بنفسك أثناءها.
المبيعات: قد تنجح في عقد صفقة مع أحد العملاء لاقتناعه بمظهرك ولغة جسدك التي تعكس حرفيّة الشركة التي تمثّلها. كذلك فهمك لغة جسد العميل يجعلك تعرف بماذا يفكر وما مدى اقتناعه بمنتجات شركتك.
خدمة الزبائن: لغة الجسد الودّيّة من قبل موظّفي خدمة الزبائن مثل الابتسامة واتصال العين تجعل الزّبائن راضين عن الخدمات التي تقدّمها الشركة.
قيادة فريق العمل: لغة الجسد تعكس شخصيّة قائد فريق العمل وثقته بنفسه، ومن المهمّ أن تكون لغة الجسد لديه فعّالة لكي يستطيع قيادة فريق العمل بنجاح.
إدارة الاجتماعات: تستطيع إدارة الاجتماعات وتوجيهها بالشكل الذي ترغب فيه من خلال الإيماءات والإشارات الشفهيّة التي توجّهها للمشاركين فيها، مثل الإشارة للشخص بانتهاء الوقت المخصّص لمشاركته أو الإشارة للرغبة في إبداء الرأي في الكلام من دون مقاطعة الشخص المتكلّم.
بعض النصائح في لغة الجسد:
المصافحة: عليك أن تبدأ بمصافحة الشخص الذي تلتقي معه بالشكل الذي يظهر الاهتمام به والمودة له، فالمصافحة الرخوة للشخص تدلّ على عدم الاهتمام بهذا الشّخص، والمصافحة القاسية التي تشدّ فيها على يد الشخص الذي تصافحه مزعجة له، لذا عليك التوسّط بينهما.
العيون: يجب أن تبقى على تواصل بصري مع عيني الشخص الذي تتكلّم معه وهذا ما يسمّى (اتصال العين eye contact )، لأنه دليل على اهتمامك بالشخص الذي تتكلّم معه.
حركة العيون لها دلالة كبيرة أيضاً، فإذا ضاقت حدقة العين كان ذلك دليلاً على عدم اقتناع الشخص بكلامك، وإذا اتجهت إلى الأسفل فذلك دليل على أنه يحدّث ويشاور نفسه في الكلام الذي قلته.
حركة الجسم: يجب أن تكون مشدود الظهر ومرفوع الرأس وأن تكون قليل الحركة، فبعض الحركات قد تعطي دلالات سلبيّة عنك على سبيل المثال لمس الأنف أثناء الحديث يدلّ على كذب المتكلّم، ولمس الأذن يدلّ أنك لا تصدّق الكلام الذي يقوله الشخص الآخر.
التنفّس: يجب أن تضبط نفسك بحيث لا يكون تنفسك سريعاً ودقات قلبك سريعة، وأن تسيطر على حركة يديك في حال وجود ارتجاف فيهما فهذا كلّه يدلّ على الارتباك والتوتر.
نبرة الصوت: عندما ينخفض صوتك وتكون نبرتك خافتة فهذا دليل على توترك وضعف ثقتك بنفسك، عليك أن تضبط نبرة صوتك بحيث تكون معتدلة وطبيعيّة تنخفض وترتفع مع مجريات الحديث الذي تتكلّم فيه.
الابتسامة: لها تأثير ساحر على الآخرين، عليك أن تبتسم عند لقائك مع الآخرين وأن تكون ابتسامتك حقيقيّة ونابعة من القلب.
عندما يبتسم الشخص ابتسامة حقيقيّة فإن عضلات أطراف العينين تتقلّص، أمّا البعض فيصطنع الابتسامة ويظهر زيفها من خلال عضلات الفمّ التي تُشَدّ وتُرخى باتجاه الأعلى.